السبت، 2 أبريل 2011

نذير للأمة !! ويل للعرب من شر قد اقترب "رؤية تحليلية لتبعات الحرب العراقية"



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبـــعــــــــد ، فلا يخفاكم أيها الأحبة ما يحدق بأمتنا من شرور , وعظائم الأمور من الشرق والغرب ، فقد تكالبت علينا الأمم الكافرة من كل حدب وصوب كما أخبر بذلك رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها !!) قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال : (لا ، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل ، يُجعل الوهن في قلوبكم ، ويُنزع الرعب من قلوب عدوكم ؛ لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت) رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح من حديث ثوبان .

وقد قرأت عدة مشاركات لبعض الأعضاء تشم منها رائحة استعداء الشعوب المسلمة ضد الشعب العراقي ، وجمع الجموع ، وتجييش الجيوش وراء الأمريكان والبريطانيين في حربهم ضد العراق تحت ستار التخلص من الطاغية صدام حسين ، وأنه أُس المصائب .

وقد ظننت أن المسألة عابرة وارتجالية وليست منظمة ، ولكن تبين لي بعد ذلك أن المسألة ليست ارتجالية ، وإنما تنم عن قناعة بهذا المنهج الخطير ، وهي تخدم توجهات الصهاينة والصليبيين في الأحداث القادمة ـ سواء بقصد أو بدون قصد ـ ، فرأيت من واجب النصيحة أن أكتب ما تيسر من نصائح تحليلية ؛ حتى نحترس من هذه التوجهات الخطيرة .

ولكن قبل أن نخوض في لب الموضوع دعونا نتفق أولا أيها الأحبة :

أولا ـ الحكم الشرعي في صدام حسين .

أقول : لا خلاف بين عقلاء المسلمين أيها لأحبة أن صدام حسين أحد أكبر طغاة الدول العربية والعالم الإسلامي .

وأكثرهم سفكا لدماء الأبرياء .

وأشدهم بطشا ودكتاتورية وغطرسة واستبدادا .

وأغباهم في اتخاذ القرارات السياسية التي تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع العراقي خاصة ، والعالم الإسلامي عامة .

أما الحكم بكفره وردته ؛ لشنيع اعتقاده وفعله ، فقد اتفقت على ذلك الأقوال ، وتواترت به الأخبار ، ولست بصدد تفصيل ذلك ، فهذا ليس محله .

فإذا تقرر هذا ، فلا داعي للخوض في شيء معلوم بالبداهة .

أيضا لا خلاف في أن التخلص من هذا الطاغية وأمثاله من أعظم الأعمال قربة إلى الله تعالى ، فهلاك الطغاة راحة للبلاد والعباد ، فعن أبي قتادة ابن ربعي أنه كان يُحدث أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر عليه بجنازة ، فقال : "مُستريح ومُستراح منه" . قالوا : يا رسول الله ! ما المستريح والمستراح منه ؟ فقال : "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب" رواه الشيخان . وبلا ريب أن الطواغيت المستبدة من أفجر الناس .

ثانيا ـ من صنع صدام حسين ؟! .

هذا السؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا أولا ؛ حتى يستبين لنا سبيل المجرمين .

فهذا الطاغية صدام حسين التكريتي ، هو نموذج من نماذج الخشب المسندة (المنافقين) الذين تسلطوا على رقاب العباد بالحديد والنار ، ونهبوا ودمروا ثروات البلاد ، فهو ليس فريد دهره ، أو أعجوبة عصره ، ولكنه ممن أسفر عن وجهه الكالح ، وتمرد على أسياده عُبـَّـاد الصليب والصهاينة ، فاغتر المسكين بقوته ، وظن أنه يستطيع مزاحمة من أشد منه بطشا وغطرسة وتسلطا ، فما كان من الأمريكان إلا أن قرروا أن يجعلوه عبرة للمعتبرين على قاعدة (اضرب المربوط يخاف السائب)!!.

وقد نجح المخطط الأمريكي جدا في هذا الباب ، فحمل عصاه الغليظة وراح يضرب مؤخرة العملاء في المنطقة ، ولنا في اليمن والأردن عبرة للمعتبرين .

ولو رجعنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلا أبان حرب إيران مع العراق نجد أن أمريكا هي التي صنعت صدام حسين ، كما صنعت غيره من الطغم الحاكمة والمستبدة .

ولا ننسى مشاركة بعض الأنظمة العربية في صنعه ، وتلميع اسمه ، والحفاظ على جنابه !! .

فبربكم هل كان يستطيع أحد قبل غزو العراق للكويت المس بشعرة من رأس هذا الطاغية صدام حسين ؟!! .

بلا ريب لا !! . فقد صورته لنا الأنظمة والإعلام العلماني والقومي وقتئذ بأنه الحاكم بأمر الله ، وحامي القومية العربية ، والحصن الحصين للأمة العربية من البوابة الشرقية ، وصمام الأمان من الغزو المجوسي الفارسي للبلاد العربية ، وقاهر الأصولية الإرهابية!! .

فسبحان مغير الأحوال ، من عاش في هذه الفترة لم يتوقع مطلقا أن تتبدل الأمور إلى هذا الحد !! .

وأمريكا أيضا هي التي أقرته على غزو الكويت لتجد المبرر المنطقي للتدخل في دول الخليج ، فقد حاول الأمريكان بكل السبل عقد اتفاقيات للدفاع المشترك مع دول الخليج ؛ من أجل زرع القواعد العسكرية في رحاب آبار البترول ؛ للسيطرة على النفط ، ولكن لم يجد حلفاء أمريكا في المنطقة ما يبرر لهم ذلك أمام الرأي العام القومي العربي ، والإسلامي ، فأحجموا على مضض !!.

فلم تجد أمريكا بدا من افتعال مشكلة في المنطقة ، من أجل تبرير التدخل السافر في شئون دول المنطقة !!

فبكل مكر وخبث أشعلت الحرب بين إيران والعراق ، وأوعزت لدول الخليج بالوقوف وراء العراق ، فأنفقت هذه الأنظمة مليارات الدولارات لشراء السلاح الأمريكي ؛ لتحجيم إيران وكسرها ؛ لأنها دولة رافضية خبيثة ، وقد صدرت الأوامر لبعض المشايخ ممن صرح لي بذلك شخصيا بأن يؤلفوا بعض الكتب التي تفضح عقيدة الشيعة الروافض ـ سبحان الله ـ !! أنظمة كالحرباء تتلون مع ما يخدم مصالحها السياسية الذاتية !!.

ويحضرني في ذلك كتاب "وجاء دور المجوس" ، هذا الكتاب حكايته لها العجب !! .

ففي أيام الحرب ضد إيران كاد الكتاب يطبع على نفقة وزارات الإعلام العربية ، ولست أدري أكان ذلك حسبة لله أم حسبة للشيطان ؟! .

فالكتاب بلا ريب جدير بالنشر والمطالعة ، ولكن الغريب أن تهتم به دول وأنظمة سياسية في فترة من الفترات ما فتأت تلاحق المتدينين والصالحين وزجهم في السجون ، وسلخهم كما تسلخ الشاة ، وتكميم أفواه الدعاة والمصلحين!! .

وكان السر في ذلك أن هذا الكتاب تضمن دراسة علمية موثقة لدور الروافض في تصدير الثورة الخمينية لدول المنطقة . ودأبت الأنظمة تسخير كل ما أتيح لها لخدمة مصالحها الشخصية ـ وهو الحفاظ على كرسي الحكم ـ .

أما قضية الترويج لدين الروافض الضال في بلادها ، فليس هذا موضع إزعاج لهذه الأنظمة ، فهي لا يهمها مثل هذا ، ودليل ذلك فسحها للإرساليات التنصيرية في البلاد ، فالتنصير في جميع البلاد العربية على قدم وساق ، ولم يتمعر وجه حاكم في دولة ما من هذه المصيبة ، فلا إشكال عند هؤلاء في ذهاب شعوبهم إلى الجحيم وبئس القرار يوم يقوم الناس لرب العالمين ؛ لأنه على قاعدتهم العلمانية "الدين لله والوطن للجميع" ، ولكن الإشكال الحقيقي عندهم هو تهديد كراسي الحكم ومنازعتهم فيها !!.

وبالفعل بمجرد انتهاء حرب العراق مع إيران وظهور التقارب الإيراني العربي تم مصادرة الكتاب من الأسواق وملاحقته بشراسة ، وصدر فرمان من أعلى المستويات بمنع طباعته مرة أخرى !!.

فصارت الفرقة التي كانت بالأمس القريب خبيثة ، وشريرة ، وضالة ، ومنحرفة ، وتسعى في الأرض فسادا بتصديرها الثورة الخمينية لدول الجوار ، فرقة طيبة ، وخيرة ، ومسالمة …الخ !! فسبحان من بيده ملكوت السماوات والأرض ، ونعوذ بالله من النفاق وأهله ، وتوظيف الدين والعقيدة لخدمة الأغراض الشخصية !.

ثم ظهرت الفضائح الأمريكية التي كشفت عن فضيحة (إيران جيت) وأظن على عهد (ريجن) ، حيث كشفت التحقيقات أن أمريكا تبيع السلاح لإيران في الخفاء ، في حين تأخذ أموال دول الخليج من أجل تزويد العراق بالسلاح من أجل تدمير إيران . فهي تقوم بأعمال متناقضة في وقت واحد !! .

وتتابعت الفضائح بالكشف عن بيع إسرائيل السلاح لإيران !! . سيناريو عجيب ، ومتناقض لمن ليس لديه خلفية عن ماهية ما يحاك لأمتنا في الخفاء ، فالعداء في العلن (الموت لأمريكا وإسرائيل) ، والموالاة والمحبة في الباطن (تصدير السلاح والبترول) !!.

يا أيها الأحبة إنها مؤامرة كبيرة جدا تحاك بنا ليلا ونهارا ، وكلما تكشفت لنا بعض حقائقها سرعان ما ننسى ذلك ونحسن الظن بأعدائنا ، فإلى متى هذه الغفلة ؟!!. اللهم بصر أمتنا بأعدائها .

لقد كان المراقب لحرب إيران على يقين بأن أمريكا لن تسمح مطلقا بحسم المعركة لطرف دون طرف ؛ لأن الهدف الأمريكي من وراء هذه الحرب هو استنزاف أموال وقوة دول المنطقة ؛ من أجل انفراد الصهاينة بالهيمنة .

وحتى يحقق عباد الصليب والصهاينة طموحاتهم في المنطقة استعملوا الحيل الماكرة من أجل وضع أقدامهم في الجزيرة العربية .

فعاد الأمريكان وأشعلوها فتنة بين نظامين عميلين لها (الكويت والعراق) ، فكانت تلعب أمريكا في الخفاء من أجل إشعال النار بين الحليفين الحميمين .

فأرسل العراق إشارة واضحة إلى أمريكا برغبته في غزو الكويت ، فتذكر بعض التقارير والتحقيقات الصحفية بأن العراقيين سألوا الأمريكان قبل الغزو : هل بينكم وبين النظام الكويتي اتفاقية للدفاع المشترك ؟! .

فكان جواب الأمريكان بأنه لا يوجد أي اتفاق من هذا النوع !! . وهذه إشارة واضحة وفاضحة بأن صدام كان يعد لهذا الجريمة تحت سمع وبصر العم سام . علما بأن وكالة المخابرات الأمريكية (السي أي إيه) كان لها مقرا دائما في بغداد ، فهل يعقل أنه خفي عن الإدارة الأمريكية ما يطبخه صدام للكويت ؟! .

فلماذا لم تحذر أمريكا كلبها الأمين صدام حسين !! .

ولماذا لم يخبروا دول الخليج بنوايا صدام حسين لأخذ الاحتياطات اللازمة ؟!! .

إذا تقرر هذا ، فالمصيبة التي تحل بنا الآن سببها أمريكا والأنظمة العميلة ، فأمريكا هي العقل المدبر لافتعال حرب إيران العراق ، وغزو العراق للكويت ، وتسلط الطغم الحاكمة على رقاب العباد ، ونهب ثروات البلاد وتحويلها إلى حساباتهم الشخصية ، والخزانة الأمريكية تحت ستار صفقات السلاح بمليارات الدولارات ، فأمريكا أُس الشر في العالم.

فليس من المقبول قلب الحقائق ، فيلعن ويسب صدام حسين في الليل والنهار ـ وهو جدير بهذا ـ ونترك من رباه وصنعه على عينه يرتع في الأرض فسادا !! ، فأمريكا أولى بالتحذير واللعن من هذا الخبيث صدام حسين!! .

وللإنصاف يجب أن نتذكر أنه يوم أن قام الطاغية صدام حسين بقتل الأكراد بالغازات السامة في حلبشا قام الإسلاميون بفضحه بنشر صور هذه المجازر ، وبعض أفلام الفيديو ، ولكن كانت هذه المواد تتناقلها الأيدي في الخفاء خشية من الاعتقال والتعذيب على يد زبانية الأنظمة العربية المستبدة الحليفة للطاغية صدام حسين وقتئذ .

فنسأل : هل كان صدام حسين وقتئذ من أئمة الهدى والرشاد ، وصار بعد غزو الكويت ـ قاتله الله ـ من أئمة الكفر والإلحاد ؟!! .

هل ما فعله بالأكراد وقتئذ من المبيحات ، فلا وجه لإنكار المسلمين عليه ، وعندما انقلبت صداقته إلى عداوة الأنظمة صار قتل الأكراد من المحرمات وكبائر الذنوب ؟!! ((مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))  (الصافات: 154)
إن الحرام بين والحلال بين ، والمشكلة ليست في شنيع جرم هذا الطاغية المستبد ، فحكمه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، ولكن المشكلة في الأنظمة التي تتلون كالحرباء تبعا لمصلحة كرسي الحكم ، فينقلب الملاك إلى شيطان ، والشيطان إلى ملاك حسب ما تقتضيه المصالح الشخصية !!.

فالواجب أن نعي جيدا أن مقتل المئات من المسلمين الأكراد في حلبشا لم يكن من فعل الطاغية صدام حسين فقط !! فهناك أنظمة شاركت معه في هذه المجزرة بطريقة أو أخرى يوم كممت الأفواه ، وضربت بيد من حديد كل من تسول له نفسه الخوض في هذا الموضوع .
فالحقيقة التي يجب أن نعيها جيدا أن الأنظمة السياسية في العالم كله شاركت مع صدام حسين في هذه الجرائم الخبيثة ، وفي مقدمة هؤلاء أمريكا ، وبريطانيا ، والأنظمة العميلة ، فلا يعقل أن تتوجه الأنظار لهذا المجرم صدام حسين فقط ويترك العقل المدبر لهذه المآسي والآلام !!.

ثالثا ـ كيف يفكر عدوك .

فحتى يمكننا تقدير حجم الخطر القادم ، والشر المستطير الذي سوف يعمنا جميعا من جراء حرب الأمريكان على العراق ، يجب استقراء عقول وسجايا أطراف هذه الحرب المرتقبة ؛ وذلك حتى يكون التحليل منطقيا ، يستند إلى براهين عقلية وليست عاطفية .

العدو الأول : (صهاينة اليهود)

فمن يمعن النظر في العقلية الصهيونية اليهودية ، ويستقرئ تاريخهم الأسود جيدا ، يجدهم يتميزون بالمكر ، والدهاء ، وخداع .

ويكفينا التذكير بأن يهود الدونمة كانوا وراء تقويض الدولة العثمانية ، والقضاء على الخلافة الإسلامية عن طريق انقلاب جماعة "الاتحاد والترقي" بقيادة الصهيوني اليهودي الكبير مصطفى كمال أتاتورك ـ قاتله الله ـ .

أما سيطرتهم على الاقتصاد والإعلام العالمي ، فحدث عنه ولا حرج !! .

ومن اطلع على بروتوكولات حكماء صهيون عرف جيدا كيف يفكر هذا العدو الخبيث .

ولمزيد من الاطلاع إليكم هذا الرابط :

القدس في الصراع العربي الإسرائيلي

العدو الثاني : (صهاينة النصارى)

هذا العدو ، من أشد الأعداء حقدا على الإسلام والمسلمين ، يبطن حقده ورغبته في الانتقام منذ الحرب الصليبية الثانية ، وقد أشرت لبعض هذا على الرابط التالي :

تذكير الغافلين بحقد الصليبيين !! (رحلة من الأندلس إلى تورا بورا والعراق)

وكل مسلم عاقل يعلم يقينا أن أمريكا تحمل لواء صليبية العصر ، وأنهم يبطنون لأمتنا الشر والحقد .

ومن يمعن النظر في حال (صهاينة النصارى) يجدهم يتميزون بدقة التخطيط ، وحسن التدبير .

العدو الثالث : (الروافض الشيعة)

هذه الفرقة الخبيثة ، التي زرعها الخبيث اليهودي ابن سبأ لها دورها البارز في هذه المؤامرة الخبيثة من وراء الكواليس ، فدور ابن العلقمي لم ينته منذ غزو التتار لبلاد المسلمين ، وأعينهم على الحكم في العراق ، ودول الخليج .

ومن يمعن النظر في حال الروافض يجدهم أهل خيانة وغدر ، وكذب ومكر ، وقد تعلموا ذلك من أسيادهم اليهود ، كما تعلموا منهم الصبر على تحقيق الأهداف ، فتميزوا بطول النفس من أجل تحقيق أهدافهم ، واستغلال كل فرصة سانحة ولو تحالفوا مع الشيطان . ولعل حادثة اكتشاف شحنة الأسلحة الإسرائيلية المصدرة لإيران عبر ألمانيا في مطلع عام 1423هـ ليس عنا ببعيد !! ((فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) (الحشر:2) .

فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ، وغايتهم تشييع أهل السنة أو القضاء عليهم ، والسيطرة على العالم الإسلامي ، أما الوسيلة لتحقيق هذه الغاية ، فحدث عنها ولا حج !! .

ولا أعني بذلك عامة الشيعة ، وإنما بطانتهم الفاسدة أهل الحل والعقد ، وأصحاب الحوزات.

العدو الرابع : (الطابور الخامس من علمانيين ، وحداثيين ، وعملاء ، وعباد الشهوات)

هؤلاء بلا ريب أشد خطرا من غيرهم ، وهؤلاء كالسوس ينخر في عظام الأمة من الداخل ، فلا دين لهم ولا قيم ، ولا عرض لهم ولا شرف ، ولا يستشعر بخطرهم أغلب المسلمين ، وقد وصفهم الله في كتابه بقوله : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) (المنافقون:4)

فكل هؤلاء الأعداء يقفون صفا وجبهة واحدة لمجابهة المسلمين .

ولكن ترى ما أبرز ما يميزنا نحن عن هؤلاء ؟! .

للأسف من تأمله حال المسلمين والعرب يجد رزمة من السلبيات :

فـ (العاطفة) جياشة ! نحب اليوم ، ونكره غدا ، بدون مبررات عقلية أو منطقية !! .

و(الارتجالية) في اتخاذ القرارات ، مما يدل على سطحية التفكير ، وضعف الوعي .

و(النظرة الآنية) ، وهذا ناتج عن انعدام البصيرة .

و(القابلية للتابعية) ، وذلك بسبب عدة أمراض نفسية تجذرت في نفوسنا ، وعلى رأس القائمة (عقدة الخواجى) .

و(الهزيمة النفسية ، وسرعة اليأس) …الخ !!.

إذًا أعداء أمتنا كثر ، ويتميزون بعدة صفات إيجابية وخطيرة ، وهي كفيلة بانتصارهم في الحرب القادمة .

وفي المقابل نجد أنفسنا متلبسين بعدة صفات سلبية ، وعي كفيلة بهزيمتنا في أول مواجهة !!.

رابعا ـ الأهداف الحقيقة من الحرب على العراق .

كل عاقل يعرف أن الأنظمة لا تخلد ، والأيام دول ، فصدام حسين سوف يموت وليذهب هو وأشباهه من الطغم الحاكمة إلى الجحيم إن لم يتوبوا إلى الله ، ولكن الذي سوف يبقى هو العراق ـ وغيره من بلاد المسلمين ـ بقوة شعبه وثرواته وعمقه الاستراتيجي للإسلام والمسلمين ، فقوة صدام إلى زوال ، وقوة العراق باقية ندخرها ليوم لا ريب فيه ، هذا هو فهمنا لواقع الأحداث مع صدام وغيره من الطغاة .

فمن خلال هذا الفهم ، وفهمنا لمكايد الأعداء يمكننا أن نخلص إلى أن الأهداف الحقيقية من وراء الحرب الصليبية على العراق كدولة لها ثقلها في العالم الإسلامي يتلخص فيما يلي :

1
ـ التمهيد لقيام دولة إسرائيل الكبرى :

آخر عجائب ما سمعت من أحدهم بأن مشروع إسرائيل الكبرى فكرة عفا عنها الزمن ، وأصبح من المستحيل تحقيقها !!! .

وهذا الفهم من بلاء هذه الأمة ، وهذا من قلة الوعي ، وضعف البصيرة ، والسذاجة العقلية ، والسطحية في التفكير .

لقد خطط الصهاينة اليهود (2000سنة) لبناء دولة إسرائيل الكبرى ، ويوم وضعت الخطط كان أي عاقل يقول باستحالة تنفيذ هذا المخطط ، فقد كان الصهاينة اليهود شرذمة مستحقرة ومستضعفة ، وملاحقة في كل مكان .

ومع هذا تحقق أخيرا الجزء الأكبر لمخططهم ، ويكفينا لتأكيد هذا أن خريطة فلسطين تم محوها من الخرائط الرسمية في الدول العربية ـ فضلا عن غيرها ـ .

إن الصهاينة أعقل من هؤلاء الحمق والمغفلين ، فهم يخططون بإحكام ، وينفذون بدهاء ، ولا يرتجلون القرارات ، ولا يتعاطفون مع أحد من غير اليهود . وسوف يتخلون عن مخطط إسرائيل الكبرى يوم يتخلون عن معتقداتهم الصهيونية ، فهل هذا يعقل أيها الناس؟!! .

مخطط إسرائيل الكبرى ، لن يقوم بين عشية وضحاها وفقا للعقلية السطحية ، ولكنه على مراحل حسب الظروف والأحوال .

انظر كيف استغل الصهاينة انشغال العالم بالحرب العالمية ، فأعلنوا تأسيس دولتهم على أرض فلسطين !!.

وانظر كيف استغلوا حرب 67م ، فضاعفوا حجم دولتهم إلى خمسة أضعاف !! .

وانظر كيف استغلوا معاهدات الخيانة والغدر (السلام) ، فتسللوا ببضاعتهم المزجاة إلى الأسواق العربية والإسلامية ، ودمروا زراعة القطن في مصر ، وجعلوا موريتانيا مقبرة لنفاياتهم النووية التي يبقى أثرها مليارات السنين !!.

وهاهم يخططون مع الصليبية الأمريكية والبريطانية لضرب العراق ؛ لإنهاك قوة العراق العسكرية والاقتصادية ، فتأمن إسرائيل عدوها من الشرق ، ويمكنها التوسع مستقبلا جهة دجلة والفرات ، وهو الطرف الشرقي لإسرائيل الكبرى .

وكلنا يعلم أن العملاء يتربعون على عرش الأردن ، فالصهاينة لا يخافون من الجانب الأردني مطلقا ؛ لأنه عميل حتى النخاع . ولا يوجد لديه لا جيش ، ولا اقتصاد ، وفي غضون ساعة واحدة تصل الدبابات الصهيونية إلى عمّان ، وقصر الحكم .

وحكام الأردن عباد للصهاينة والصليبيين ، وعباد للشهوات والمصالحهم الشخصية ، مليكهم الأردوأمريكي يزعم الهاشمية ، وقد زعمها من قبله أبو لهب ، فما أغنت عنه من الله شيئا !!.

المقصود أن كسر العراق ، وإضعاف شوكته يصب رأسا في مصلحة إسرائيل لقيام دولتهم المنشودة (إسرائيل الكبرى)

2
ـ تهيئة الأجواء لترحيل جماعي للفلسطينيين (الترانس فير)

فالجميع يعلم تركيبة الشخصية الصهيونية اليهودية القائمة على توفير الأجواء لأمنهم الشخصي ، وهذا المرض تسلل لنفوسهم بسبب أن شعوب الأرض ظلت تلاحقهم لأكثر من (2000) سنة ، فهم يحلمون ببلد خالص للعرق اليهودي ، لا يزاحمهم غيرهم من الأمميين ، لذلك تجد حكام الصهاينة يحلمون باليوم الذي يبتلع البحر قطاع غزة ، وهذا بلا ريب تعبير ينم عن حرصهم الشديد على التخلص من الفلسطينيين كلما سنحت لهم الفرصة .

وبضرب العراق يضعف ولا يستطيع المقاومة ، وتضطرب المنطقة ، وتتسلط الأضواء على الخسائر والانتصارات في هذه الحرب ، ويتحسس كل حاكم في المنطقة على كرسيه ، فتنشغل كل دولة بأمر نفسها على المنهج المصري والأردني ، ويبدأ تصفية ما تبقى من شعب فلسطين وترحيله في المرحلة الأولى إلى الأردن ، ومن ثَمَّ إلى ما وراء العراق ، وتقوية ديمغرافيا الصهاينة باستجلاب مليون صهيوني من مرتزقة روسيا كما وعد بذلك عدو الله شارون عند انتخابه .

3
ـ التحكم في آبار البترول العراقية:

عندما كان يطرح المحللون هذا الخطر كان جواب بعض وزراء البترول العرب بأن أمريكا لن تأخذ البترول مجانا ، فسواء سيطرت على الآبار أو لم تسيطر ، فهي سوف تشتريه منا !! .

هكذا والله نطق بعضهم ـ قاتلهم الله ـ لا دين لهم ولا شرف .

إن سيطرة عباد الصليب على مقدرات العالم الإسلامي ، حتى لو اشتروه بقيمته ، فهذا يستلزم التبعية التامة للمتسلط ، تبعية اقتصادية ، وسياسية ، وفكرية ، وثقافية .

وكيف يعقل أننا عندما كنا ظاهريا من جملة الأحرار ، كانت ثروات البلاد والعباد تهدر يمينا وشمالا ، ويرتع الفساد في أركان الدول ، وكان البترول يباع بسعر السوق ، فكيف لو انتقلت الهيمنة الفعلية لعباد الصليب ؟!! .

يوم كنا ظاهريا من الأحرار كان عباد الصليب يبتزون المنطقة من خلال عقود صفقات السلاح بمليارات الدولارات ، فكيف يكون الحال عندما يتحكموا في رقابنا واقتصادنا ؟!! .

يوم كنا ظاهريا من الأحرار كنا عبادا لهم حتى النخاع في سياستهم وثقافتهم ، وما حملات التغريب ومحاربة الإسلام في بلاد الإسلام عنا ببعيد ؟!! .

يجب أن نعي أن مخازن عباد الصليب مليئة بالأسلحة القديمة التي صارت في عرف الحروب الحديثة أسلحة غير صالحة للاستعمال (النفايات) ، ومثل هذه الأسلحة لا يمكن بيعها لدولة فيها رقابة على المال العام وتحترم نفسها ، وأظن أن الدول العربية تعد أرضا خصبة لبيع هذه النفايات ، فلا حسيب ولا رقيب على المال العام .

وبالتسلط على آبار البترول العراقية ، يمكن أن تضاعف أمريكا من الإنتاج ، فينخفض السعر وتكون أمريكا أول المستفيدين من وراء ذلك ؛ حيث تعد أمريكا أكثر دولة في العالم تستورد النفط الخام .

وحتى لا نتهم بالتجني على الآخرين إليك شهادة أحد الأعداء على قاعدة (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) (يوسف:26) ، فقد صرح عميد البرلمانيين البريطانيين والعضو في حزب العمال الحاكم "داليل" في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة : الحرب ضد العراق من أجل «السيطرة على البترول» . ويؤكد داليل أن الحرب المحتلمة ضد العراق هي حرب من أجل النفط ، موضحا أن المحيطين بالرئيس الأميركي هم من رجال بترول تكساس الذين لهم مصالح نفطية في العراق الذي ملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم.

وأوضح أنه حينما زار رامسفيلد العراق في بداية الثمانينات لم يقم بتوجيه أي انتقاد أو تهديد حيال حقوق الإنسان في العراق، و هو الأمر الذي تأخر إلى غاية 1984 حينما قام ديك تشيني بزيارة للعراق من اجل التفاوض مع العراقيين.

وأكد الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بيلا في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي المناهض للحرب على العراق والمنعقد في القاهرة أن الحرب الأميركية المرتقبة ليست ضد العراق فقط ، ولكنهم ستستهدف دولا عربية أخرى مثل مصر والسعودية لتغيير توجهات هذه الدول المتعارضة مع مصالحهم.

وقال : إن الأميركيين سبق أن ضربوا في ليبيا والسودان وسيضربون في دول عربية أخرى ؛ لأن هدف الحرب هو خدمة أغراضهم بصرف النظر عن أي شيء آخر، وأنهم يتحركون ليس من أجل الديمقراطية ، ولكن من أجل نفط العراق حتى تسيطر أميركا على مقدرات العالم كله.

وأشار إلى أن "النفط هو الإسلام ، وأينما يوجد نفط يوجد إسلام ، وهم سيضربون بالتالي كل الدول الإسلامية من أجل النفط، حتى في إيران وإندونيسيا". اهـ . مع تحفظنا على صحة رغبة ضرب إيران الرافضية ؛ لأنه كما أسلفنا أن إيران من حلفاء أمريكا والصهاينة في الخفاء.

4
ـ المساعدة في نمو الاقتصاد الأمريكي المتهالك :

في مشاركة سابقة :

سيناريو انهيار الولايات المتحدة الأمريكية " رؤية اقتصادية "

قمت فيها برصد ومتابعة حركة الاقتصاد الأمريكي ، وقد رصدت ومازلت أرصد فيها تتابع سقوط الشركات الأمريكية العملاقة واحدة بعد أخرى .

ومن الأسباب الرئيسة وراء هذا الانهيار انكماش الاقتصاد الأمريكي ، وضعف الثقة في المستثمر ، وضعف القوة الشرائية ، وانسحاب رؤوس الأموال الأجنبية إلى مكان آمن .

وقد أدركت الصهيونية الأمريكية الحاكمة للولايات المتحدة أنه لا مخرج لها من هذه المصيبة إلا بلحلحته بحرب عاجلة ، تدفع المصانع الأمريكية الحربية منها والمدنية إلى الإنتاج ، ويرد لأمريكا هيبتها بانتصار وهمي فشلت في تحقيقه في أفغانستان ، فترجع ثقة المستثمر فيها .

وسياسة افتعال الحروب من أجل إنقاذ اقتصاد الدولة سياسة معروفة ومشهورة ، فلا داعي للوقوف عندها كثيرا .

5
ـ تقوية نفوذ الروافض في المنطقة :

لقد سبقت الإشارة إلى أن الروافض ـ قاتلهم الله ـ لهم مخطط خبيث في المنطقة ، وقد وضعوا أيديهم الخبيثة عدة مرات مع أعداء المسلمين ، ومن جملة هؤلاء عباد الصليب أمريكا والصهاينة اليهود .

وصفقات السلاح السرية ، وكشف أمرها ليست عنا ببعيد .

أما الشعارات التي يرفعونها هنا وهناك (الموت لأمريكا ، والموت لإسرائيل)، فهي شعارات أشبه ما تكون بشعارات تجارية من أجل ترويج تجارتهم البائرة والمزيفة على الحمقى والمغفلين من أتباعهم ومساكين أهل السنة.

ويحضرني في هذا تصريح لرفسنجاني في أحد خطبه الحماسية وهو يقول : لولا مساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأمريكا في أفغانستان ، لم تنجح الحملة الأمريكية هناك . وصدق والله وهو كذوب .

ويزيد الأمر وضوحا حتى لا يتهمنا أحد بالتحامل على الروافض أحفاد ابن سبأ اليهودي ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر يوم (الجمعة) 13/ ديسمبر 2002م الموافق 9/ شوال 1423هـ، أن مواطناً إيرانيًا يدير شركة يمتلكها شخص مقرب من الرئيس الإيراني، محمد خاتمي، قام بزيارة سرية إلى إسرائيل في محاولة لفحص إمكانية تجديد عمل أنبوب النفط (إيلات- أشكلون) الذي تعود ملكيته إلى الحكومتين الإيرانية والإسرائيلية.

وخلال الزيارة التقى رجل الأعمال الإيراني مع صاحب رؤوس أموال إسرائيلي، في فندق "انتركونتننتال" في مدينة تل أبيب. ونسق اللقاء "يهوشواع مئيري" ، أحد رؤساء جمعية تعنى بإقامة علاقات إسرائيلية- عربية. وكان من بين الشخصيات التي حضرت اللقاء، "يهوشواع مئيري" والدكتور "شبارزاند" الذي أشغل قبل سنة ونصف منصب مستشار الرئيس الإيراني الخاص للشؤون الإسرائيلية.

وطرحت خلال اللقاء إمكانية التعاون مع الشركة التي يديرها المندوب الإيراني. واتفقت الأطراف على أن تقوم الشركة الإيرانية بتحميل النفط على ناقلات النفط ونقله إلى ميناء مدينة "إيلات" الواقعة في جنوب فلسطين، ومن ثم سينقل عبر الأنبوب إلى مدينة "أشكلون" ، حيث سيسوق من هناك إلى الدول الأوروبية.

ويعادل الإنتاج النفطي الخام لإيران حاليًا 38 مليار دولار في السنة. ومنذ انقطعت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، تمر ناقلات النفط الإيرانية عبر الخليج الفارسي إلى قناة السويس (مصر تحصل على عمولة مقابل ذلك) في طريقها إلى أوروبا حيث تصل بعد عدد من الأسابيع إلى وجهتها.

أما نقل النفط الإيراني إلى أوروبا عبر خط أنبوب النفط "إيلات- أشكلون"، حسب ما قاله أحد الحاضرين في اللقاء، سيستغرق مدة أسبوع واحد فقط، وستتقلص تكاليف النقل.

وكانت الاتصالات السرية بين رجال أعمال إسرائيليين وإيرانيين قد بدأت قبل سنتين في ألمانيا. واتفقت الأطراف حاليًا أنه بعد الانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية القريبة ستواصل الأطراف إجراء اللقاءات في أوروبا من أجل بلورة وثيقة تقدم للحكومتين الإيرانية والإسرائيلية.

وقال المدير العام لخط أنبوب النفط "إيلات- أشكلون": "لا تعد الملكية الإيرانية- الإسرائيلية المشتركة على أنبوب النفط "إيلات- أشكلون" أمرًا سريًا. لسنا مسؤولين عن اللقاءات التي يجريها رجال الأعمال بخصوص هذا الخط".

فكما ترى أيها القارئ الكريم اللبيب أن الروافض الشيعة ـ قاتلهم الله ـ يبحثون عن تقوية نفوذهم في المنطقة ، فيدهم في لبنان تتمثل في حزب الله الشيعي . ونفوذهم القوي على سوريا لا يخفى ؛ لأنهم أولاد عم النصيرية الكافرة الحاكمة في سوريا.

وبنظرة سريعة على الخريطة سوف تجد أن حرب أمريكا الصليبية على العراق سوف تمهد للروافض والصهاينة محاصرة الجزيرة العربية ، فيصبح الحصار في غاية القوة ومتصل اتصالا محكما :

1
ـ فإيران من شرق الجزيرة ، وهي تتحكم تحكما مطلقا في الخليج الفارسي حيث حدودها واحدة على طول هذا الخليج ، بينما على الضفة الأخرى ست دول مختلفة السياسة ، والأيدلوجيا ، ويتركز الروافض في أغلب مدنها الساحلية ، فهم رصيد قوي لتنفيذ ما يطلب منهم مستقبلا .

2
ـ وفي الشمال تحالف شيعة الكويت مع شيعة العراق بمساعدة الصليبية والصهيونية وروافض إيران للسيطرة على أرض العراق وتمهيد الأرض للصهاينة لإفراغ فلسطين من شعبها .

3
ـ ثم تمر الحدود من الشمال عبر سوريا ولبنان لتلتقي الحدود الصهيونية في فلسطين .

4
ـ ومن الغرب البحر الأحمر .

5
ـ ومن الجنوب مثلث الشر (جنوب السودان وأرتيريا والحبشة) ، ثم المحيط الهندي .

حزام محكم شديد القوة لمحاصرة أهل السنة في الجزيرة الذين يصدرون كتائب المجاهدين للشرق والغرب .

أما مصر وليبيا والمغرب العربي ، فقد تم تحييدهم جملة وتفصيلا ، ومن شاغب منهم ، فمخطط الفتنة الطائفية على يد شنودة في مصر ، وقضية لوكربي في ليبيا ، وملف الإسلاميين والحريات في المغرب العربي جاهزة للتلويح به ، أما مورتانيا ، فقد بصمت بالعشرة أنها الخادم الأمين للصهاينة.
وبهذا الحصار المحكم الخبيث يتم الضغط بشدة على حكام السعودية خاصة ، ووضعهم في مأزق خطير لا مفر من أحد أمرين :

1 ـ القبول بورقة أمريكا التي طرحها أخيرا الصليبي الهالك باول وزير خارجية أمريكا ، وهي أمركة المجتمع السعودي ، وضرب الصحوة بقوة ، حتى يتم القضاء على آخر حصون الإسلام والمسلمين .

أما الكعبة ، فسوف يجعل منها تحفة أثرية تتعهد الأونسكو أو ما شابه بالمحافظة عليها ، كما سبق التعهد بإعادة بناء تمثالي بوذا في أفغانستان!! .

2 ـ تقسيم السعودية كما هو مخطط له مسبقا .

وسوف تكون اليد المنفذة لهذين الخيارين يد الروافض العملاء كما تم تنفيذ المخطط الأمريكي في أفغانستان على يد العملاء في تحالف الشمال.

ففي الخيار الأول ـ وأعني بذلك أمركة المجتمع السعودي ـ ، فسوف يبدأ بفسح الحكومة للأقليات (الروافض والإسماعيلية) بالمشاركة في القرار ولهم حق الفيتو . ولك أن تتخيل لو تحقق هذا كيف سيكون الحال ، والله هذا يذكرني بهجمة القرامطة الباطنية أتباع الخبيث أبي سعيد الحسن بهرام الجنابي الذين استولوا في أيامهم على بلاد كثيرة ، وأرعبوا المنطقة ، واقتلعوا الحجر الأسود وسرقوه ، وظل في حوزتهم نيف وعشرين سنة ، وقتلوا الحجيج وألقوا بهم في بئر زمزم . فهل يعيد التاريخ نفسه ؟! .

وأما الخيار الآخر ، فهو تأسيس دولة بترولية رافضية علمانية موالية لأمريكا قلبا وقالبا ، تتحالف مع إيران الرافضية لاستكمال المخطط (الصهيوني اليهودي ، والصهيوني النصراني ، والصهيوني الرافضي ، والصهيوني العربي).

وما ذكرته ليس تأويلا سفسطائيا ، ولا أوهاما خيالية !! ولكنه مستفاد من سنة نبي الهدى والرحمة ، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يوشك المسلمون أن يُحاصروا إلى المدينة ، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح) رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح من حديث ابن عمر .

و"المسالح" أي الثغور التي يرابط عليها المجاهدون في مواجهة أعداء الله .

و"السلاح" اسم لموضوع في خيبر .

فالمعنى أن أعداء الله (أعني مثلث الشيطان) سوف يحاصرون المسلمين في الجزيرة حتى يكون أبعد ثغر لنا في مواجهة هؤلاء الأعداء هو موقع "سلاح" في خيبر . فاعتبروا يا أولي الألباب .

فالخطر كبير ، والمصيبة جلل ، فهل تجهزتم لها ، هل أعددتم العدة ، أو أنتم في سباتكم العميق ؟!! .

إذًا ما المخرج من هذا البلاء أيها العقلاء :

بلا ريب عند الفراغ من قراءة ما تقدم يقف الإنسان المسلم حائرا بشدة ، ويقول : إذًا ما المخرج من هذه الشرور أيها العقلاء ؟!! .

المخرج ـ في نظري ـ يكمن في الاعتصام بالكتاب والسنة .

قد يظن البعض أن هذا المخرج أشبه ما يكون بدروشة أصحاب الخلوات !! .

فيقول القائل : تقول لنا مثلث الأعداء يتألف من مثلث شيطاني خبيث (أمريكا ، والصهاينة ، والروافض) ، ثم تزعم بأن النجاة من شرهم تتمثل في الاعتصام بالكتاب والسنة !!. فهذه هي الدروشة والكلام العاطفي الذي سوف يقضي علينا !!.

أقول : لا والله هذه ليست بدروشة مطلقا ، فحقا لن ينجدنا من هذه الفتنة إلا الاعتصام بالكتاب والسنة رغم أنف الجميع .

إنها ليست ثقة في النفس ، واتكالا على الذات . ولكنها ثقة في الله واتكالا عليه ـ سبحانه وتعالى ـ ، وهذا ما وعد به الجبار .

فاسمع أيها الحبيب لقول ربك ورب أعدائك: ((وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)) (النساء:122)

إي والله وعد الله حقا ، يقين أكبر من يقيننا بأنفسنا ، يقين أكبر من يقيننا بقوة أعدائنا .

فثق يا عبد الله تمام الثقة أن العصمة والنجاة والفوز والانتصار لن يكون إلا بالكتاب والسنة .

فقد قال الله في الكتاب (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) (آل عمران:103)

فقد أنقذ الله تعالى أسلافنا من شفا حفرة من النار باعتصامهم بحبل الله ـ وهو (دينه المتمثل في الكتاب والسنة) ـ ، وهو الذي سوف ينقذنا بلا ريب إذا اقتدينا بهذه الوصية الربانية.

أما السنة المطهرة ، فإليك ما يثلج صدرك ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذُلا ، لا ينزعُه حتى ترجعوا إلى دينكم) رواه أبو داود من حديث ابن عمر بإسناد صحيح .

وهذا الذي يحيط بنا هو ما حذر منه البشير النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ذُلا).

والحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتركنا هملا من غير أن يدلنا على المخرج ، فقد وضعه بين أيدينا ، فهو دونكم يا عباد الله ، وإياكم والتردد في الأخذ به : (لا ينزعُه حتى ترجعوا إلى دينكم) .

فكما ترون أيها الأحبة اتفق الكتاب والسنة على أن المخرج من شرور الأعداء والبلاء هو الاعتصام بالكتاب والسنة .

وبلا ريب لن نقاتل أعداءنا بالمصاحف والبخاري ومسلم كما يشنع علينا بعض البلهاء ، من لا خلاق لهم ولا دين .

ولكن المقصود بالاعتصام بالكتاب والسنة هو التمسك الشديد بما جاء فيهما ، وهذا يطول شرحه .

وأقربها على سبيل المثال قول الله تعالى : ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )( (الأنفال:60)

فالإعداد المادي للمواجهة مع الأعداء من جملة الاعتصام بالكتاب والسنة ، وقد نبهنا على ذلك في الرابط التالي :

النصائح الجياد في الإعداد للجهاد .

واستعراض مثل هذا يطول شرحه ، ولكن لعل ما ذكرته كمثال فيه الكفاية .

المقصود أنه يجب أن تكون مواقفنا واضحة لأعداء الله والطبور الخامس من العلمانيين والروافض الباطنية :

1 ـ لن نبيع لكم أوقاف المسلمين في فلسطين المحتلة !! .

2 ـ لن نتعاون معكم في ملاحقة المجاهدين الذين يدافعون عن حياض الدين !! .

3 ـ لن نشتري البضاعة الأمريكية ما حيينا حتى تكفينا أمريكا شرها برفع يدها عن المسلمين في كل مكان ، وعدم التدخل في شئونهم.

5 ـ لن نساعدكم في اغتيال الدعوة الإسلامية لصالح الصهاينة والصليبية بملاحقة الدعاة والمصلحين !! ، وسوف ننتقم من كل كلب خائن من بني جلدتنا يضع يده في يد عُبـَّاد الصليب والصهاينة . فسوف نفعل بهم كما تفعل حماس بالعملاء في فلسطين .

6 ـ لن نتفرق تحت شعارات قومية وقبلية ، فسوف نوحد كلمتنا وصفوفنا أمام أعداء الله ، ونقاومهم بشعار واحد وهو الجهاد في سبيل الله .

7 ـ لن نستقبلهم بالورود والرياحين ، بل سوف نستقبلهم بألغام بشرية تبث الرعب في قلوبهم وقلوب الخونة ، ونزلزل الأرض من تحت أقدامهم ، ونزلزل عروشهم ونجعلهم يعيشون جحيما لن يروا مثله .

8 ـ لن يكون قدوتنا غاندي ومانديلا وعرفات ، بل قدوتنا إمام المجاهدين الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وصحابته الكرام كعمر ، وعلي ، وحمزة ، وخالد ، وجعفر ، والمثنى ، والقعقاع .

اللهم ولِّ على هذه الأمة خيارها ، وادفع عنها شرارها ، واجعلنا في ولاية من خافك واتقاك واتبع رضاك .

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، وعجل بنصرك المبين يا رب العالمين .

اللهم أشعل الأرض نارا من تحت أقدام الصهاينة الماكرين ، والصليبيين الحاقدين ، والعملاء الخائنين .

اللهم تقبل الشهداء ، وارحم الضعفاء ، وفرج البلاء .

اللهم يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض لا نملك من الأمر شيئا غير الدعاء والتضرع إليك بأن تنصر إخواننا المجاهدين في كل مكان .

اللهم مدهم بالسلاح والعتاد ، اللهم مدهم بجند من عندك ، اللهم سدد رميهم واثلج صدورنا وصدورهم بسفك دماء أعداء الإسلام والمسلمين من الصهاينة والصليبيين ، والعملاء الخائنين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.