الأحد، 3 أبريل 2011

قـصـف بالمنـجـنـيـق على خـارطـة الطـريـق


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبـــعــــــــد ، فبلا ريب أن حديث الساعة الذي تلوكه وسائل الإعلام "الصهيوصليبية" وأذنابها العربية هو ما اصطلح عليه بـ
خارطة الطريق .

وهذه الخارطة المزعومة رسمها وحد حدودها صقور البيت الأسود في واشنطن وصهاينة اللكود ، وباستشارة صهاينة العرب ؛ لمصالحهم الذاتية كما سيأتي بعد قليل .

ومن يتتبع كتابات بعض صهاينة العرب في الصحف والمجلات يستشعر بأن خارطة الطريق طوق النجاة للفلسطينيين ، ومنحة وهبة من الأمريكيين !! .

فقد برع بعض كتاب العلمانيين من صهاينة العرب والمستسلمين قلب وتزوير الحقائق .

وللأسف نجد بعض السذج ينخدع بهذه الترهات والأباطيل ، فوجب تصحيح هذه المفاهيم بالبراهين العقلية ، والوثائق المادية ، فنقول ـ وبالله تعالى التوفيق والسداد ـ :

السر وراء هذه صياغة خارطة الطريق البائسة يتلخص في تحقيق جملة من الأهداف "الصهيوصليبية" برعاية العملاء والخونة ، وأبرز هذه الأهداف ما يلي :

أولا ـ نجدة الكيان الصهيوني الذي صار على حافة الهاوية

فكلنا يعلم أن الانتفاضة الثانية المباركة أجهزت على مشروع دولة إسرائيل الكبرى ، وتعدت خطورتها بتهديد دولة الصهاينة بالزوال واجتثاثها من جذورها ، فأصبحت الدولة الصهيونية مهددة بالزوال الأكيد ، فقد حققت الانتفاضة على الأرض ما لم تحققه الجيوش العربية في حروبها السابقة !!.

ويبرهن على ذلك الخسائر الفادحة ـ العسكرية والاقتصادية والسياسية ـ التي لحقت بالكيان الصهيوني منذ زرعه على أرض فلسطين المباركة .

ويظهر ذلك جليا من خلال رصد خسائر الجيش الصهيوني على الرابط التالي :

بلغة الأرقام : إحصاء الانتفاضة المباركة في عامها الثاني

وما زال حتى هذه الساعة الكيان الصهيوني ينزف بشدة ، ومعنويات جنودهم في الحضيض ، والكثير منهم يفر من معسكره ، ويعصي أوامر قادته !!.

ويوضح ذلك ما نقل عن مراسل وكالات الأنباء الفرنسية ـ ونشرته الجزيرة ـ بأن مشاعر الفرح والسرور ظهرت بادية على الجنود الصهاينة فور إعلان الفصائل الفلسطينية الهدنة لمدة ثلاثة أشهر !!.

كما أن الانتفاضة المباركة نقلت الرعب والفزع إلى الشارع الصهيوني ، بسبب الضربات الموفقة للاستشهاديين في العمق الصهيوني في تل أبيب وحيفا .

وقد سبب ذلك إلى ظهور مشكلة جديدة في المجتمع الصهيوني سوف تجهز على ما تبقى من هذا الكيان الكرتوني وهي
الهجرة المعاكسة !! .

فطموحات الكيان الصهيوني تتمحور في جمع اليهود من كل دول العالم في أرض الميعاد ـ على زعمهم ـ فلسطين المحتلة ، وقد أنفق الصهاينة مليارات الدولارات من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود ، ولكن سياسة الإغراء لم تنجح مخطط الاستيطان كما رسم له مما دفعهم إلى جلب نصارى من روسيا والحبشة وأوروبا الشرقية .

ثم جاءت الانتفاضة لتقضي على هذا المخطط الخبيث ، وتصفعه صفعة لم يشهد التاريخ الصهيوني له مثيلا !!.

حيث ظهرت الهجرة العكسية ، وهي هجرة الصهاينة من فلسطين المحتلة إلى أماكن أكثر أمانا لهم ولأولادهم في أوروبا وكندا وأمريكا .

فقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية الاثنين 30/6 الموافق 30/4/1424هـ تقريرا هاما يوضح حجم هذه الظاهرة :

آلاف الإسرائيليين (الصهاينة) يطلبون جوازات سفر أجنبية

ملخص الحبر : إيتامار آيخنير ـ ارتفاع، بمئات النسب، في عدد الإسرائيليين الذين يتقدمون بطلبات لدول أوروبا الشرقية للحصول على جوازات سفر أوروبية…

تفاصيل الخبر : يتدفق آلاف المواطنين الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، على سفارات دول شرق أوروبا في إسرائيل لتقديم طلبات من أجل الحصول على جوازات سفر أجنبية.

ويأتي ذلك في ضوء الانضمام المرتقب لعشر دول جديدة للاتحاد الأوروبي، ما يعني أن مواطني هذه الدول سيحصلون على جوازات سفر أوروبية. وستنضم إلى الاتحاد الأوروبي السنة القادمة كل من هنغاريا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وسلوفاكيا وقبرص ومالطا وليطا ولتوانيا وأستونيا وسلوفانيا، بينما ستنضم رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد في سنة 2007.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في عددها الصادر صباح اليوم (الاثنين)، أن وزارة الخارجية في القدس حصلت على تقارير أشارت إلى أنه تم تسجيل ارتفاع بمئات النسب، خلال الأسابيع الأخيرة، في عدد الإسرائيليين الذين توجهوا إلى سفارات الدول المذكورة بهدف الحصول على جوازات سفر أجنبية، طمعـًا بالحصول على جواز السفر الأوروبي الذي يتيح لحامله التنقل بحرية بين الدول الأوروبية، وبالهجرة والانخراط في العمل وما شابه ذلك.

وأفادت التقارير، أيضـًا، أن السفارات الأجنبية تواجه ضغطـًا كبيرًا وقد تم تسجيل أعلى نسب لطالبي الجوازات في السفارات البولندية والهنغارية والرومانية والسلوفاكية وسفارة تيشكوسلوفاكيا.

وسجل عدد الإسرائيليين، وفقـًا للمعطيات التي أفاد بها سفير بولندا في إسرائيل، الدكتور ماتشاي كوزولوفسكي، ارتفاعـًا دراماتيكيـًا، حيث تتلقى السفارة الآن 120 طلبـًا في الأسبوع مقابل تلقيها لعشرات الطلبات، شهرياً، في السابق.

وأضاف السفير أن البعض يقدمون طلبات لتجديد الجنسية التي تم إلغاؤها، والبعض الآخر يقدمون طلبات للحصول على جوازات سفر بولندية كأبناء وأحفاد لليهود القادمين من بولندا.

ووصف سفير هنغاريا "يانوش هوفيرا" الحالة بقوله : "نستقبل مئات المواطنين في الأسبوع وتمتد الطوابير إلى خارج السفارة. إن عدد الإسرائيليين الذين يملكون جوازات سفر هنغارية يتراوح بين 2000- 3000، وتقديراتنا ترجح أن العدد سيرتفع. لقد أصدرنا السنة الماضية 300 جواز سفر".

ويواكب مصدر في وزارة الخارجية في القدس بقلق ظاهرة تدفق الإسرائيليين على السفارات الأجنبية للحصول على جواز سفر أوروبي. وأوضح المصدر أن على إسرائيل أن تسمع صوتها بوضوح ضد هذه الظاهرة، مسوغـًا: "إن هذه الهرولة تجعل من جواز السفر الإسرائيلي رخيصـًا، يجب أن يقرر المواطنون ما إذا كانوا إسرائيليين أو أوروبيين"، على حد تعبير المصدر، الذي أوضح أنه يعرب عن موقفه الشخصي وليس موقف وزارة الخارجية. (11:50 , 30/06/2003) .

فتأمل ـ رحمك الله ـ كيف أثرت الانتفاضة سلبا على الكيان الصهيوني ؟!! .

أيضا من يتتبع حركة الاقتصاد الصهيوني خلال فترة الانتفاضة يجد أنه تدهور بشكل لم يسبق إليه منذ نشأة هذا الكيان الهش !! .

وقد قمت بتخصيص مشاركة لرصد حركة الاقتصاد الصهيوني على الرابط التالي :

الملف الراصد لانهيار الاقتصاد الصهيوني

وقد قرأت آخر هذه الأخبار يوم الأربعاء 2/5 في "وكالة الأنباء الإسلامية" وهو :

26.14 مليار شيكل عجز الاقتصاد الصهيوني خلال النصف الأول من العام

بلغ حجم العجز المالي في الحكومة الصهيونية لشهر يوينه الماضي حوالي 6.25 مليار شيكل ، ليبلغ العجز في ميزانية الحكومة في النصف الأول من السنة إلى ما يربو على 14.26 مليار شيكل بسبب تصاعد المقاومة الفلسطينية . وقد بلغ العجز الذي تم تسجيله خلال النصف الأول من السنة أقل بمليار شيكل من العجز المقرر في الميزانية السنوية (15.2 مليار شيكل) . وهذا العجز النصف السنوي أكبر بقرابة الـ3.5 مليار شيكل من إجمالي العجز المحلي الذي حددته وزارة المالية في الميزانية السنوية كلها (11.5) مليار شيكل .

فانظر ـ رحمك الله ـ وتأمل فيما أفضت إليه الانتفاضة في الكيان الصهيوني !! .

ويصف "سيفر بلوتسكر"خبير في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية الصهيوني واقع دولة بني صهيون ويمني نفسه بالأماني الشارونية في مقالة نشرتها "يديعوت أحرونوت" (1/7/2003): السلام لن يتحقق غداً. والنمو لن يحدث غداً، لكن الماضي ليس مصيراً، وما كان في السابق لا يتحتم تكراره اليوم. أما الواقع فيمكن تغييره فعلاً...

كم مرة قمنا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بالعد حتى العشرة، معتقدين أننا سنشاهد واقعًا جديداً، عندما نفتح أعيننا – دون أن يتحقق أي شيء؟ لقد فعلنا ذلك عشرات المرات. كما غمرنا قادتنا بالوعود البراقة، بتحقق "السلام والأمن" و ""الاستقرار والنمو" – لكنه لم يحدث أي شيء من هذا أيضاً، بل كان يحدث العكس، بشكل عام. لقد ازداد الإرهاب وتعمق الركود الاقتصادي. اهـ .

فجاءت خارطة الطريق لنجدة الكيان الصهيوني (عسكريا واقتصاديا) .

ثانيا ـ رغبة أمريكا في القضاء على "ثقافة العمل الاستشهادي"

لقد ذكرت في أكثر من موضع في مشاركات سابقة أن ما أسميه بـ
"ثقافة العمل الاستشهادي" صار يفزع ويؤرق مضاجع الأمريكان بعد أحداث 11 سبتمبر .

وهذه الثقافة الجديدة صدّرها المجاهد الفلسطيني كوسيلة ناجعة تنكي في العدو نكاية بالغة إذا لم يكن هناك توازن في القوى ، ولذلك تبنتها القاعدة كاستراتيجية قتالية .

واستلهمها المجاهدون الكشمير ، وصارت سلاحهم في مواجهة الهندوس عبدة البقر والقرود .

وكذلك استوحاها الشيشانيون في مواجهة الدب الروسي .

وأخيرا صارت هذه الثقافة وسيلة ناجعة في مواجهة الأمريكان في العراق .

المقصود أن أمريكا صارت في هاجس حقيقي ، ورعب ظاهر من تفشي هذه الظاهرة ، فتعمل بكل قواها من أجل القضاء بشكل كامل وتام على ظاهرة
"ثقافة العمل الاستشهادي" التي نالت منها في العمق وفي أخص خصائصها ، وسوف تكون أحد المعوقات الحقيقية لتمدد الإمبريالية الأمريكية ، والسيطرة الصليبية على المنطقة .

فجاءت هذه الخارطة لتنجد المصالح الأمريكية الاستراتيجية ، وهو القضاء على عدوها الجديد
"ثقافة العمل الاستشهادي" الذي لا يصلح معه لا طائرات الشبح ، ولا الغواصات النووية ، ولا الجيوش المؤججة بالأسلحة الحديثة !! .

هذه الثقافة التي تعزز وجودها في كل مكان يتواجد فيها الصهاينة والأمريكان ، فتقتنصهم ببراعة تفوق صوريخهم التوما هوك والكروز !!.

ولا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا بتجفيف منابعها "فقه الجهاد" ، وبالقضاء على مصدّريها إلى العالم الإسلامي .

أما تجفيف المنابع ، فلا يخفى على اللبيب سعي الصليبيين الأمريكان إلى تغيير مناهج المسلمين في كل مكان ، وخاصة "فقه الجهاد: الذي يفزعهم فزعا شديدا ، وهو أحد مبررات
"ثقافة العمل الاستشهادي" .

ولذلك نلحظ تركيز وسائل إعلام صهاينة العرب بأن "الجهاد" الأكبر هو مجاهدة النفس والشيطان ، وأن الجهاد القتالي لا يصلح لهذا الزمان !!.

ونفس هذا الأسلوب استخدمه المستحمرون للشعوب المسلمة على يد أرباب الزوايا والتكايا الصوفية !! .

ولكن فات هؤلاء الحمقى والمغفلين ، أن الزمن غير الزمن ، والجيل غير الجيل ، وأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة !! .

وكيف يمكنـهم تجفيف منابـع الجهاد وقـد خلد الله ذكره في كتـابه الكريم بقوله : ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )) (التوبة:123) .

((
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) (البقرة:190) .

وقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(جاهدوا في سبيل ، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم) رواه أحمد والحاكم بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت.

وأما القضاء على مصدّري
"ثقافة العمل الاستشهادي" ، فيكون بالقضاء على حماس والجهاد الإسلامي ؛ لذلك يسعى بوش من خلال خارطة الطريق تصفية جميع الفصائل الجهادية والقتالية في فلسطين ، وخاصة حماس والجهاد .

وخارطة الطريق تعد أحد الوسائل الماكرة والخبيثة التي يمكن من خلالها ـ في ظنهم ـ القضاء على الانتفاضة التي روجت بقوة للعمليات الاستشهادية .

الخشية على كيان النظم العميلة للصليبيين في المنطقة

لا يخفى على أي مراقب يراقب الأحداث عن كثب مدى انعكاسات القضية الفلسطينية على أنظمة الحكم في المنطقة .

فأغلب الأنظمة العربية هي في الحقيقة نسخة كربونية لنظام البعثي العراقي ، بجامع تسلط هذه الأنظمة على رقاب البلاد والعباد ، واستعبادها للشعوب ، ونهبها للثروات القومية ، وعدم وجود العمق الاستراتيجي الذي يكفل لهذه الأنظمة الحماية والتربع الدائم على كرسي الحكم ؛ لذلك هي تعمل ليلا ونهارا على إرضاء العم سام وتقدم فروض الطاعة والولاء الكامل له من أجل أن يقدم لها الحماية اللازمة من شعوبها !!.

ولكون القضية الفلسطينية هي نبض العالم الإسلامي والعربي ، استغاثت الأنظمة العميلة بالأمريكان من أجل العمل على تقديم المساعدة لتهدئة الوضع في فلسطين ، فالشعوب جاشت مراجلها ، وكادت تنفجر ، وعند انفجارها أول من سيناله غضبها عملاء الصهاينة في المنطقة .

فجاءت هذه الخارطة كحل سريع لنجدة هذه الأنظمة العميلة ، فلولا هذه الأنظمة لذهبت المصالح الأمريكية والصهيونية أدراج الرياح !!.

هل تنجح خارطة الطريق ؟!! .

كما هو معلوم أن الوجه الظاهر لخارطة الطريق هو قيام دولة فلسطينية في غضون خمس سنوات ، والوجه الخبيث لهذه الخارطة تخدير الشعوب الغاضبة بالوعود الكاذبة ، والقضاء على الانتفاضة والثقافة الاستشهادية ، عن طريق تصفية المنظمات الجهادية والقتالية بواسطة الأيدي الفلسطينية .

كما تسعى خارطة الطريق إلى الحفاظ على الكيان الصهيوني من الزوال ، ونجدته من الزلزال .

والسؤال المنطقي الذي يطرح في هذا السياق : هل ستنجح خارطة الطريق ؟!! .

بمعنى هل سيتمكن ثلاثي الشر (الصليبية الأمريكية ، والصهيونية الإسرائيلية ، والعمالة العربية) من الإجهاز على الأمة بتصفية آخر ما يمكن أن يجمعهم وهي القضية الفلسطينية ؟!!.

الجواب : أن هذا المشروع الخبيث من أمحل المحال أن يمرر على أرض الواقع ، ويرجع السبب في ذلك لعدة عوامل من أبرزها :

1 ـ أن هذه الشعوب المقهورة استيقظت من سباتها ، وأدركت أن خيار الجهاد هو الخيار الأنجع والأمثل كوسيلة شرعية لاسترجاع حقوقها المغصوبة ؛ لذلك رُفعت راية الجهاد في عدة مناطق ملتهبة في العالم ، كما في فلسطين ، وكشمير ، وأفغانستان ، والشيشان ، والعراق ، والبقية تأتي ـ إن شاء الله ـ .

وهذا هو العلاج النبوي الذي دلنا عليه الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله :
(إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذُلا ، لا ينزعُه حتى ترجعوا إلى دينكم) رواه أبو داود من حديث ابن عمر بإسناد صحيح . فرفع الذل لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله .

2 ـ أن مثلث الشر قد فضحه الله وكشف عورته وحقيقته الخبيثة أمام القاصي والداني ، وما الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية إلا عبارة عن فخ ذكي نُصب لهؤلاء (ثلاثي الشر) ، وسوف تكشف لك الأيام القادمة وجه ذكاء هذه الهدنة .

3 ـ سياسة ثلاثي الشر سياسة شمولية ، تنطلق من مبدأ الغطرسة والكبرياء ، والنظر للآخرين نظرة دونية ، وهذه سجية لا تنفك عنها بحال ، ولذلك تعتبر سياستها سياسة حمقاء ، وقد انتقدها الأصحاب قبل الأعداء ، ولكن كما قال الشاعر :

لن يسمع الأحمق من واعظ # # # في رفعه الصوت وفي همه

لن تـبلـغ الأعداء من جاهل # # # ما يـبلغ الجاهل من نفسه

والحمـق داء مـاله حيــلة # # # ترجى كبعد النجم في لمسه

فقد تنازل أبو مازن عن حق المقاومة المسلحة في مقاومة الصهاينة ، بل آل الأمر إلى نعتها بـ (الإرهابية) ؛ من أجل إرضاء الغطرسة "الصهيوصليبية" ، ثم زعم بأن الخلاف مع الصهاينة هو خلاف سياسي لا غير ، وسوف يضغط بقوة على الفصائل أكثر فأكثر من أجل تقديم تنازلات ، ولكنه في نهاية الأمر سيدرك خطأ هذا المسلك الاستسلامي ؛ لأن عدوه لا يرحم ، ولن يرضى منه بأقل من اعتقال وتصفية المجاهدين ، وهيهات هيهات إن قدر على ذلك ، وفي نهاية الأمر سيشكو أصدقاءه "الصهيوصليبية" بقوله :

لي صديق يرى حقوقي عليه # # # نـــــافلات وحقـــــــه كان فرضا

لو قطعت الجبــال طـولا إليه # # # ثم من بعد طولها ســـــــرت عرضا

لرأى ما صنعت غيــر كبـير # # # واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا

فلن يرضى منه ثلاثي الشر (الصهاينة ، والأمريكان ، والأنظمة العميلة) إلا ملاحقة المجاهدين ، والاقتتال معهم ، ولن يستطيع بفضل الله ومنته ذلك كما فعل مع حماس بعد "أسلو" ؛ وذلك لأن حماس ليست وحدها هذه المرة في ساحة المواجهة ، وإنما جميع الشعب الفلسطيني بفصائله .

((
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )) (الشعراء:227) .

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، وعجل بنصرك المبين يا رب العالمين .

اللهم أشعل الأرض نارا من تحت أقدام الصهاينة الماكرين ، والصليبيين الحاقدين ، والعملاء الخائنين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.