السبت، 9 أبريل 2011

الإرشاد إلى سبيل قطف ثمار الجهاد !!



الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبـــــعــــــد ، فقديما قيل: في الاعتبار غنى عن الاختبار، والكيس من اعتبر بالتجارب والأحداث.

في هذا السياق جلست أمعن النظر في أحوال المجاهدين هنا وهناك، ومستقبل راية الجهاد في الشيشان، والعراق، وأفغانستان، وهل سيلحق الجهاد الحالي بالجهاد السابق، فتضيع ثمار النصر كما ضاعت من قبل في أفغانستان والبوسنة وكشمير؟!!

فاسترسلت في الفكر والتأمل وأنا ألتمس الإجابة : لماذا لم يقطف المجاهدون ثمار نصرهم في أفغانستان، والبوسنة مع أنهم انتصروا فعليا على الأرض؟!!

أين مكمن الخلل حتى نتداركه في العراق وأفغانستان والشيشان ؟

فخلصت إلى أن مكمن فشل المجاهدين في قطف ثمار نصرهم في جهادهم السابق يرجع لأربعة عوامل أساسية :

1 ـ تسلل نفوذ "الأنظمة السياسية الحاكمة" في شأن الجهاد.

2 ـ عدم وجود قيادة موحدة ، يوثق بدينها وتوجهها.

3 ـ التحزب السياسي، والقبلي، والحركي .

4 ـ الاختلاف العقائدي بين رفقاء الجهاد .

فالتجربة الجهادية السابقة أكدت لنا بما لا يدع مجالا للشك أنه متى تسلل أي نظام حاكم إلى العمل الجهادي، فقل : عليه السلام، وكبر عليه أربع تكبيرات.

وذلك لأنه لا توجد دولة في العالم كله تبارك الجهاد في سبيل الله؛ فكل الدول تأخذ من الجهاد موقفا معاديا، وما صدر ويصدر عن بعض الأنظمة من مواقف مشجعة للجهاد والمجاهدين في وقت ما، يرجع إلى التقاء مصلحة هذه الأنظمة مع دعوة الجهاد، فإذا زالت هذه المصلحة، شرعوا في تصفية المجاهدين، وسرقة جميع الغنائم السياسية والعسكرية؛ وذلك لأن جميع هذه الأنظمة كما هو معلوم تدور في الفلك الأمريكي طوعا أو كرها.

ولتقرير ذلك يلزمنا الرجوع إلى الوراء قليلا .

فكلنا يعلم سيناريو الحرب الأفغانية، وأنها وظفت لتحقيق مصالح أمريكية بتصفية عدوهم اللدود "المعسكر السوفيتي"، فكان ما كان من إعلان الجهاد في أفغانستان لأول مرة منذ عقود بعد سقوط دولة الخلافة، فتحمس المسلمون، واندفعوا بأرواحهم وأموالهم عن حسن نية من غير إدراك لما بُيت لهم بليل على يد الأمريكان و"الأنظمة الحاكمة"، ولعلنا نعذرهم في ذلك؛ لأنها كانت التجربة الأولى للمجاهدين في العصر الحديث، فلم يملكوا الخبرة السياسية اللازمة لإدارة الجانب السياسي للجهاد.

ونجح الجهاد، وانتصر المجاهدون، وحصد الصليبيون ثمار النصر، وفاز أذنابهم بأوسمة العمالة، ومدليات الخيانة، ومن ثَم صارت أمريكا صاحبة القطب الأوحد في العالم.

وما ذلك إلا بسبب اعتماد المجاهدين في أفغانستان والبوسنة اعتمادا أساسيا على الدعم المقدم من "الأنظمة السياسية الحاكمة" في العالم الإسلامي بضوء أخضر من الأمريكان.

ولكون لا شيء في عرف هؤلاء بالمجان، كان الثمن المدفوع هو السماح لهذه الأنظمة بالتغلغل بين صفوف المجاهدين، وبسط نفوذهم السياسي على الفصائل، ومن ثًم زرعوا جيوشا جرارة من الاستخبارات بين ظهورهم، حتى صارت مدينة "بيشاور" (عاصمة المجاهدين وقتئذ) بؤرة مركزية لتجمع جميع وكالات الاستخبارات العربية والغربية، التي كانت مهمتها مراقبة أوضاع المجاهدين عن كثب، ورفع التقارير لساعة الحساب.

وانتصر المجاهدون ، وحانت ساعة الحساب، فنصبت المشانق للعائدين من أفغانستان .

وتكرر نفس السيناريو في البوسنة، فانتصر المجاهدون، وحانت ساعة الحساب، فنصبت المشانق للعائدين من البوسنة.

وهكذا كلما تدخلت "الأنظمة السياسية الحاكمة" في العمل الجهادي، وبسطت نفوذها عليه، كلما كانت النتيجة الحتمية "فشل قطف ثمار هذا الجهاد".

أما أثر عدم وجود قيادة موحدة في أفغانستان، والتحزب السياسي والقبلي، والاختلاف العقائدي، فحدث عنه ولا حرج، وهو أوضح من الشمس في رابعة النهار.

بينما نجد المشهد في الشيشان يختلف كثيرا عن المشهد الأفغاني؛ فقد اكتسب المجاهدون خبرة وحنكة سياسية، فوقفوا بصلابة اتجاه أي تدخل خارجي في شئونهم الداخلية، فملكوا قرارهم السياسي، وجعلوا لأنفسهم قيادة موحدة في "مجلس شورى المجاهدين"، كما لا يوجد تحزب سياسي أو قبلي، أو اختلاف عقائدي كبير، فالسواد الأعظم من المجاهدين في الشيشان تحت راية "سلفية جهادية"؛ لذلك يمكننا التفاؤل كثيرا بمستقبل راية الجهاد في الشيشان.

وبالرجوع للمشهد الأفغاني في مرحلة الجهاد الثانية نجد أن طالبان وقعت في بداية نشأتها في نفس الخطأ الذي وقعت فيه سائر الفصائل الجهادية التي سبقتها، فسمحت لباكستان ببسط نفوذها السياسي على حركتها، ولكن لصلابة القيادة الطلبانية، وصدق جهادها، ثبتت على الجادة، ولم تخضع للهيمنة الباكستانية بعد غزوة منهاتن، وبسقوط دولتهم، وقع الطلاق بالبائن بينهما، وبذلك تحررت طالبان من هيمنة باكستان، واقتربت ـ في ظني ـ من الجادة الذي ستمكنهم في نهاية الأمر من قطف ثمار النصر والتمكين ـ إن شاء الله ـ .

أما المشهد العراقي ، فقد تحرر من هيمنة "الأنظمة السياسية الحاكمة" منذ الوهلة الأولى من إعلان الجهاد؛ والسر في ذلك أن العدو هذه المرة هم الأمريكان، ومن هذا الذي يجترئ على مساندة المجاهدين في العراق ضد الأمريكان؟!!!!

ولعل البعض يقع في خاطره إيران وسوريا، بجامع اتفاق مصلحتهما مع مصلحة المجاهدين في إضعاف الوجود الأمريكي في المنطقة، فنقول: نعم لعل ذلك قد يحدث، ولكن بطريقة غير مباشرة؛ لأنهما يدركان عواقب اكتشاف أمريكا لذلك، وإذا كانت المساعدات غير مباشرة، فهي لا تفضي إلى بسط النفوذ على الحركة الجهادية.

ومما يؤكد تحرر الجماعات الجهادية في العراق من هيمنة وتسلط "الأنظمة السياسية الحاكمة" أنه عندما يقع أجنبي في الأسر تجد دولة هذا الأسير هائمة على وجهها تضرب أخماسا في أسداس، لا تعرف أين تأمم وجهها لمحاولة فك أسره؟!! بل وبعض هذه البلاد يبلغ منها الحمق فتأمم وجهها لألد أعداء المجاهدين في النظام الحاكم في الأردن ومصر.

أما مسألة القيادة الموحدة للمجاهدين في العراق، وإشكالية التحزب القبلي والسياسي، والاختلاف العقائدي بين الجماعات الجهادية، فقد نشرت صحيفة "الرأي العام" الكويتية خبرا يبشرنا بحل هذا الإشكال.
الفصائل الإسلامية العراقية توحّدت في «كتائب إمام المجاهدين»


فقد ذكرت مصادر وثيقة الصلة بالحركات الإسلامية في العراق لصحيفة «الرأي العام» الكويتية أن فصائل وتنظيمات «جهادية» عراقية أعلنت عن توحدها في تنظيم واحد اتفق على تسميته «كتائب إمام المجاهدين».

وأوضحت المصادر أن ثلاث جماعات «مقاومة» للاحتلال الأميركي هي «سرايا المجاهدين» و«جيش العراق الإسلامي» و«كتائب المجاهدين» انضمت إلى جماعة «كتائب الجهاد الإسلامي» كبرى «الجماعات الجهادية» في العراق.

وأضافت أن نحو خمسة فصائل أخرى صغيرة العدد انضمت إلى الجماعة التي اختارت لنفسها - بعد الدمج - اسم «كتائب إمام المجاهدين» (إمام المجاهدين هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم) ليصبح عدد هذه الجماعة نحو «سبعة آلاف مقاتل موزعين داخل العراق من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله» حسب قول المصادر.

وذكرت المصادر أن الجماعة الأم «كتائب الجهاد الإسلامي» تشكلت بعد بدء الحرب على العراق مباشرة وقبيل سقوط بغداد واتخذت من معسكر في منطقة «راوة» العراقية - شمال غرب العاصمة بغداد - مقرا لها قبل أن تقوم القوات الأميركية بضرب المعسكر وقتل 98 رجلا من أصل 110 كانوا فيه وقت بدء القصف الجوي الأميركي عليه.

وأشارت المصادر إلى أن كل هذه التيارات «سلفية المنهج والتوجه» ، وأن بعض أعضائها كانوا ضباطا في الجيش العراقي المنحل.

وذكرت المصادر أن جميع أفراد الجماعة الجديدة عراقيون «فهم يرفضون دخول الأجانب إلى جانب كوادرها حتى لا يسهل اختراق الجماعة وتصفية أفرادها».

وأكدت المصادر أن التنظيم الجديد «ليس له أمير محدد وإنما مجلس شورى يضم هيئة شرعية معتبرة تتولى تسيير أمور الجماعة الجهادية حسب الرؤية الشرعية التي تقتضيها المصلحة».

وكشفت المصادر أن الجماعة «تعتمد التنظيم العنقودي حتى يصعب اختراقها والقضاء على أفرادها».

ولم يتم الإعلان سابقا عن «كتائب إمام المجاهدين» إلا أن المصادر كشفت أنها «تعتبر الجهاد فرض عين على كل مسلم من أهل البلد ما دامت بلاده محتلة مستباحة وهو ما ينطبق على العراق» حسب قول المصادر.

وتعتمد الجماعة على «انتقاء المعادي من الأميركيين والمتعاون معهم لضرب الحركات الجهادية أو تعريض مصالح الأمة للخطر».

وعلمت صحيفة «الرأي العام» أن هذه الجماعة تحتفظ بأشرطة مصورة لعملياتها ضد الأميركيين تحديدا، كما أنها تسعى إلى توحيد الجماعات العراقية وجمعها تحت راية واحدة وقيادة واحدة لتكون قوة ضاربة. اهـ .

قال محتسب: فهذا الخبر يؤكد لنا بوضوح أن المجاهدين في العراق تعلموا الدرس جيدا من فصائل المجاهدين في أفغانستان، حيث أدركوا المنافذ التي يمكن لشياطين الإنس والجن النفوذ منها لتحقيق أهدافهم بضرب المجاهدين من الداخل، فتجمعوا ـ كما في الخبر ـ حول قيادة شرعية موحدة، كما أنهم توحدوا تحت عقيدة سلفية في الجملة، مما سيقلص شقة الخلاف بينهم، وهذه مظنة قطف ثمار النصر ـ إن شاء الله ـ .

نسأل الله تعالى للمجاهدين النصر والتمكين ، والظفر والنصر المبين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.