الأحد، 10 أبريل 2011

أبـشــروا واللــه يـا خيــر النــــاس ..!!!



الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد ، فأحبتي في الله !!

إي والله أقولها بملء الفم : أبشروا والله يا خير الناس ….!!! .

ولكن ترى ما المقصود بخير الناس ..؟!! .

ثم بماذا نبشرهم ..؟!! .

يقول محبكم محتسب : خير الناس ليس القابع خلف جهاز الحاسب يكبر عند سماع بشارة نصر!!!.

أو تدمع عيناه عند سماع خبر محزن عن المجاهدين في فلسطين والشيشان ، والعراق وأفغانستان!!!.

وليس خير الناس العاكف في المسجد ليلا ونهارا يقرأ القرآن سرا وجهارا ..!!.

وليس من قام الليل إيمانا واحتسابا حتى تتورم قدماه ، يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ، ويتوسل إلى الله بالفتح على المجاهدين وتعجيله بالنصر المبين!!.

وليس … وليس … وليس …!!!.

فليسوا هؤلاء أيها الأحبة وأمثالهم بخير الناس …!!.

عجبا إذًا من خير الناس ؟!!!.

أحبتي في الله ..إن خير الناس طائفة من المؤمنين الصادقين ، وصفهم رب العالمين بقوله المبين : ((
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) (الأحزاب:23).

هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لله تعالى ، فربح ـ والله ـ البيع ((
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً )) (التوبة:111).

هؤلاء الذين لبوا بصدق نداء الله تعالى إلى الجهاد والدفاع عن حياض الدين .

جاء رجل من أهل البادية للفاروق عمر – رضي الله عنه - فقال : يا خير الناس !! يا خير الناس !! .

فقال عمر : ما يــقــول ؟! .

قيل : يقول : يا خير الناس !! .

قال : ويحكم ! إني لستُ بخير الناس !!! .

قال : والله يا أمير المؤمنين ! إن كنت لأراك خير الناس .

قال : أفلا أخبرك بخير الناس ؟! .

قال : بلى !! .

قال :
فإن خير الناس رجل بلغه الإسلام وهو في داره وأهله وماله ، فعمد إلى صرمة من إبله ، فحدرها إلى دار من دور الهجرة ، فباعها ، فجعل ثمنها عدة في سبيل الله عز و جل، فجعل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو بين يدي المسلمين وبين عدوهم ، فذلك خير الناس!!!.

أعلمت يا أخي من هو خير الناس الآن ؟!!.

ولكن بماذا يُبشر أيها الحبيب ؟! .

يُبشرُ بما بَشرَ به الحبيب – صلى الله عليه و سلم - من الأجر العظيم :
"المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القانت الذي لا يفتر عن صيام وقيام حتى يرجع" رواه الشيخان.

ويبشر بالخيرات من الله تعالى ((
لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) (التوبة:88).

ويبشر بالنصر والتمكين والفوز المبين ((
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) (التوبة:89).

فالجهاد الجهاد أيها الأحبة !! …

إنه ميدان الأشاوس والأبطال …

ومسرح الأُسد والأشبال …

ومصرع أهل الكفر والضلال …

وليس من عاين كمن سمع … ففي القتال دماء زكية تنزف ، ونحور مؤمنة تذبح ، وأعضاء كريمة تقطع ، وأشلاء طاهرة تتناثر!!.

ولذلك لما عاين ابن المبارك حال المجاهدين في الثغور وقارنها بعبادة العُبّاد ، وجد الفرق شاسعا ، والبون واسعا!!.

فكتب ـ رحمه الله ـ إلى الفضيل أبياته المشهورة :

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا … لعلمت أنك في العبادة تلعبُ

من كان يخضب جيده بدموعه … فنحورنا بدمائنا تتخضبُ

أو كان يتعبُ خيله في باطل … فخيولنا يوم الصبيحة تتعبُ

ريحُ العبير لكم ونحن عبيرنا … رهج السنابك والغبار الأطيبُ

ولقد أتانا من مقال نبينا … قول صحيح صادق لا يكذبُ

لا يستوي وغبار خيل الله في … أنف امرئ ودخان نار تلهبُ

هذا كتابُ الله ينطقُ بيننا … ليس الشهيد بميت لا يكذبُ

فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه ، ثم قال : صدق أبو عبد الرحمن ونصح !!.

إي والله صدق أبو عبد الرحمن ونصح فهل من منتصح ؟!!.

(( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً )) (النساء:95).

فأين أنا وأنت وجميع إخواننا ـ يرحمنا الله ـ المتقاعسين عن الجهاد ؟!!.

أمريكا رافعة راية الصليب في هذا الزمان تلاحق المجاهدين في كل مكان !!.

أمريكا ألد أعداء المسلمين وسافكة دماء المؤمنين !!! .

أمريكا التي تساند الصهاينة بالمال والسلاح والخبرات لإبادة الفلسطينيين وعباد الله الموحدين !!!.

فهي مكمن الشر للمسلمين .

وأُس الفساد للعباد .

وأصل الداء والبلاء !!!.

فيجب على الموحدين مواجهتها ، وعلى المسلمين مقاطعتها ، وعلى المجاهدين مقاومتها .

لا نجونا إن نجت !! .

ولا عزة إن تمكنت !! .

ولا كرامة إن تحكمت !! .

يا أيها الأحبة لا عذر لنا عند ربنا إن اكتفينا بمص الشفاه والعض على الأضراس !!.

فنحن ننعم بالأمن في سربنا ، ونسرح ونمرح بين أهلنا !!.

نأكل من الوجبات الأمريكية السريعة كالكنتاكي والمكدونالد …!!!! .

ونشرب من الكاكولا والبيبسي …!!!! .

ونركب السيارات الأمريكية الفاخرة …!!!! .

وبلا ريب أن ذلك كله من التفاعل السلبي حيال مواجهة حاملة راية الصليب أمريكا .

فأضعف الإيمان ، وأقل أحوال مناصرة المجاهدين أن تتوقف فورا عن دعم الاقتصاد الأمريكي بمقاطعة بضائعهم من الإبرة إلى السيارة !!.

فوالله ثم والله إني لأعجب كثيرا عندما أذهب إلى البقالة وأجد بعض المسلمين بكل سلبية ولا مبالاة يتزودون بالبضائع الأمريكية كأن أمر الأمة والإسلام لا يعنيهم في شيء !!.

رأيت أحدهم يشتري بيبسي فأنكرت عليه ذلك ، وذكرته سلبيات هذا السلوك !!!

فكان جوابه مروعا ومفزعا !!

فقال : اعذرني فأنا مدمن بيبسي وكوكاكولا !!

قلت : سبحان الله !! لا تقدر على مجاهدة نفسك في قارورة بيبسي ، فكيف ستجاهدها في أرض الميدان من أجل الدفاع عن دينك وعرضك وكرامة أمتك ؟!!

يقول أحدهم : وما الحيلة وقد كبلت الأنظمة أيدينا فلا نملك مساعدة إخواننا بالمال ؟!!.

وكمموا أفواهنا فلا نملك مساعدة إخواننا بالمقال !! .

وقد صرخنا في وجوه الناس … يا بشر !!! يا علماء !!! يا مشايخ !!! يا دعاة !!!

أغيثوا المجاهدين في الثغور !!! .

أعينوا المقاومين بصوت جهور !!! .

لقد نبحت الأصوات … وهمدت الأجساد … وانقطعت الأنفاس … ولا مجيب !!! .

والله إنه لأمر عجيب !!!

ولكن هل يعني ذلك أن نكون نحن أيضا من جملة الأموات ؟!!

لا والله لن يكون ذلك أبدا أيها الأحبة ، فأرواحنا وأبداننا وأموالنا فداء للإسلام وأهله .

وهنا يأتي دور البحث عن البديل الممكن لمعونة إخواننا المجاهدين وإليك بعضها :

1 ـ يجب مقاطعة البضائع الأمريكية خاصة ، والغربية عامة فورا من غير تردد ، بكل تحد وإصرار ، فيجب عليك أن تبحث في كل سلعة تشتريها عن ماهية الصانع ، واحترز كل الاحتراز من البضائع التي تصنع في بلدك ولكنها أمريكية الأصل ، فهي في الحكم سواء . ولا عذر لمن أدمن البيبسي وكوكاكولا ، فلا يليق بالمسلم أن تسلب الملذات والشهوات إرادته ، فيكون كالعابد لها .

2 ـ انصح من حولك الذين لا يبالون بالمقاطعة ، وذكرهم أنهم بذلك يشاركون في ذبح المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق .

3 ـ دافع بلسانك وقلمك عن المجاهدين ، وذب عن أعراضهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا .

4 ـ خذ موقفا نفسانيا من الغرب وحضارته الكاذبة ، وتذكر أن الولاء والبراء هما صمام الأمان من النفاق .

5 ـ شهر بالعلمانيين والمستغربين والمنافقين ، ولا تأخذك في الله لومة لائم ولو كان من ذي القربى ، فالله ورسوله أحب إلينا من الدنيا وما فيها .

6 ـ حاول بكل السبل الشرعية تقليص دائرة الخلاف بينك وبين إخوانك المسلمين عامة ، والملتزمين خاصة ، مع التمسك بالثوابت التي لا مساومة عليها .

7 ـ دعك من سفاسف الأمور ، وأعرض عن مجالس اللهو ، ومشاهدة التوافه ، واحفظ سمعك عن سماع الملاهي ، ولسانك عن قول الباطل ، وتزود بالتقوى .

8 ـ اصدع برأيك المؤيد للجهاد والمجاهدين جهارا نهارا بشكل عام .

9 ـ حاول المشاركة في غير المنتديات الإسلامية ليتأثر بك غير الملتزمين ، فحاور وناقش وذب عن أعراض المجاهدين ، ولكن إياك أن ترسم صورة سلبية للملتزمين في هذه المنتديات ، فتنعكس الأهداف .

10 ـ احرص على سماع جميع الأخبار من جميع المصادر مؤمنها وكافرها ، ووازن بينها بكياسة وفطنة ، ثم اقرأ ما بين السطور تقف على حقائق الأمور .

هذه بعض الخواطر التي تمكنت من تسجيلها على عجالة ، وخلاصة القول أقول للأحبة :

إن الأزمة التي تمر بها الأمة من احتلال صليبي جديد لبلاد المسلمين ، أحيت القلوب الميتة ، وحمست الأرواح الخامدة ، وميزت الصفوف ، فاعمل على استغلالها خير استغلال ، فهذا كله سيصب في مصلحة إخوانك المجاهدين ، والله تعالى ناصرهم في كل مكان .

((
وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ )) (الرعد:42) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.