الأربعاء، 30 مارس 2011

تـحـذيـرات جـلـيــة مـن أمـركـة السـلـفـيــة


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبـــعــــــــد ، فقد كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يسألون رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير ، وكان حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ يسأل عن الشر مخافة أن يدركه ، فقال ذات يوم : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا من شر ؟

قال :
"نعم" .

قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ .

قال :
"نعم ، وفيه دخن" .

قلت : وما دخنه ؟ .

قال :
"قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر" .

قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ .

قال :
"نعم . دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها" .

قلت : يا رسول الله ! صفهم لنا ؟ .

فقال :
"هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا" .

قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ .

قال :
"تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" .

قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ .

قال :
"فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" . رواه الشيخان .

قال العبد الفقير إلى عفو ربه محتسب : هذا الحديث الجليل من أجل وأصح أحاديث الفتن ، وهو حديث الساعة ! إي وربي حديث الساعة !!.

فلا يخفى على المراقب للأحداث أن رياح التغيير قد هبت على العالم عامة ، والعالم الإسلامي خاصة .

وكان البعض يظن أن رياح التغيير ما هي إلا زوبعة في فنجان ، وسحابة صيف تولدت بسبب التقلبات الجوية التي عصفت بواشنطن ونيويورك وعن قليل تقشع هذه الغيوم ، ويصفى الجو من جديد ، ويعود دفيء العلاقات السياسية الدولية إلى سابق عهده !! .

ولكن الحقيقة الظاهرة للعيان أن الأمريكان قد عزموا على أن يجعلوا من "رياح التغيير"
(عاصفة التغيير)!! .

عاصفة غاشمة تعصف بالثوابت والمتغيرات ، وبالعقائد والعادات .

عاصفة لا تقف أمامها فضيلة أو قيم ، ولا مبدأ ولا أخلاق .

عاصفة لا تفكر ولا تعقل ، فقط تحمل بين جنبيها قوة مدمرة لا هدف لها غير تغيير كل ما هو واقع على الأرض ولو خالف ذلك المعقول والمنقول !! .

هذه العاصفة يمكنني أن أسميها بـ
"العاصفة الحمقاء" ؛ لأن الحمق كما قيل : أظلم الظلمات ، كما أن العقل أنفذ البصائر .

وإذا صدرت الحماقة عن أحمق ضليع في الحمق ، فهي "الحماقة المركبة" وهي بئس الحماقات :

لن يسمع الأحمق من واعـظ # # # في رفعـه الصوت وفي همه

لن تـبلغ الأعداء من جـاهل # # # ما يـبـلغ الجـاهل من نفــسه

والحمـق داء مــاله حيــلة # # # ترجى كبعد النجم في لمسه

وفي الحقيقة أن هذه العاصفة عصفت أيضا بذهني ووجداني مما دفعني إلى كتابة هذا التحذير على عجالة .

فعاصفة التغيير الأمريكية سوف تستهدف على وجه الخصوص "العقيدة السلفية" ، و"الثوابت الإيمانية"، من أجل هذا كتبت
تحذيرات جلية من أمركة السلفية أذكر بها نفسي وإخواني ، وأحذرهم من الخطر القادم ، والعاقل من أدرك عواقب الأمور ، وكما قيل : في الاعتبار غنى عن الاختبار.

أولا ـ عين على واقع الدعوة السلفية :

قال محتسب : فكما هو معلوم أن الدعوة السلفية هي المقصودة بأهل السنة والجماعة ، وهي درب الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعليها الأئمة الأربعة ، وأبرز من جدد دعوتها الإمام أحمد ثم الإمام ابن تيمية ثم الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمهم الله جميعا ـ .

وهي بفضل الله ومنته تنتشر في مشارق الأرض ومغاربها من دول اسكندنافيا شمالا إلى أدغال أفريقيا جنوبا ، ومن الفلبين شرقا إلى الولايات المتحدة غربا .

وبدخولنا زمن التخصصات ، نشط السلفيون في عدة مجالات شرعية ، فبعضهم ركز جهوده في البحث العلمي والتدريس الأكاديمي ، وبعضهم نشط في الدعوة وبين تجمعات المسلمين ، وبعضهم اشتغل بالسياسة ، وبعضهم اشتغل بالاحتساب والذب عن دين الله بمجاهدة المنافقين والكافرين ، ومن هنا يمكننا تقسيم الدعوة السلفية باعتبار التخصصات والنشاط الشرعي إلى ثلاثة أقسام بارزة :

1 ـ "السلفية العلمية" ، وهي التي تهتم بالتنظير والتقعيد ، والبحث والتأصيل .

2 ـ "السلفية الحركية" ، وهي التي تهتم بالعمل السياسي ، والتنظيم الدعوي والخيري .

3 ـ "السلفية الجهادية" ، وهي التي تحمل راية الجهاد في أفغانستان والشيشان والفلبين وإندونيسيا والعراق وفلسطين ..الخ.

أما
"السلفية العلمية" ، فبتتبع أوضاعهم في المشرق والمغرب نجدهم أقل التيارات السلفية مخاصمة ومواجهة لأنظمة الحكم في العالم الإسلامي إلى وقت قريب قبل غزوتي واشنطن ونيويورك ، وكان من أبرز خصومها أهل الأهواء والنحل كالصوفية والروافض .

وأما
"السلفية الحركية" ، فقد خاضت عدة مواجهات ومصادمات مع بعض الطغم الحاكمة الباغية ، بسبب مزاحمتها للنخب السياسية التي لا تقبل الشركاء وتقصي الآخر خاصة لو كانت أطرحاته إسلامية كما هو معلوم ومشاهد في الجزائر مع جبهة الإنقاذ ، والحركة السلفية في ليبيا والمغرب…الخ .

وأما
"السلفية الجهادية" ، فبعضهم دُفع إلى هذا المنهج دفعا بسبب ما وقع عليه من ظلم وطغيان ، فخاض حربا شرسة مع بعض الأنظمة المستبدة ـ مسلمة كانت أو كافرة ـ كما في الجزائر وليبيا ومصر … وأفغانستان والشيشان والفلبين …الخ.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن جميع هذه التيارات تتفق بالإجماع على الأصول الإيمانية ، وتختلف في بعض الفروع الفقهية التي يسعها الاجتهاد والرأي ووجهات النظر المختلفة.

ثانيا ـ المطلوب رأس "الدعوة السلفية" :

من يتابع تصريحات المسؤولين في البيت الأسود الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر يجدها تستهدف كل المسلمين بشكل عام ، والدعوة السلفية بشكل خاص ؛ ولعلنا نتذكر إعلان بوش للحرب الصليبية عند بداية حربه لأفغانستان من أجل ذلك نقطع بأن المستهدف بشكل مباشر بعاصفة التغيير الأمريكية هو "لب عقيدة أهل السنة والجماعة" ، و"الثوابت الإيمانية" ، ومن هنا سوف يؤثر هذا التغيير المزمع إحداثه على جميع التيارات السلفية "العلمية ، والحركية ، والجهادية" .

إذًا "الدعوة السلفية" في مواجهة المدافع الصليبية والصهيونية ومن تحالف معهم من العلمانيين وأهل الأهواء والنحل كالروافض والباطنية والصوفية .

ثالثا ـ استراتيجيات تصفية "الدعوة السلفية" :

يتبع العدو الصليبي وأذنابه من الطغم الحاكمة العميلة وأهل الأهواء والبدع عدة استراتيجيات خبيثة من أجل تصفية عدوهم اللدود "الدعوة السلفية" ، وأبرز هذه الاستراتيجيات ـ من وجهة نظري ـ ما يلي:

1 ـ استراتيجية التدرج في تصفية الأكثر خطرا ، فتقوم بتصفية التيارات السلفية الأشد خطرا على مصالحها ، ثم ما يليها في الخطورة حتى تقضي على "الدعوة السلفية" نهائيا. فتضرب "السلفية الجهادية" ، ثم بعدها ـ أو بمعيتها ـ "السلفية الحركية" ، ثم الاختتام بـ "السلفية العلمية".

2 ـ استراتيجية "تفريق الصف الواحد" ، وذلك بضرب التيارات السلفية بعضها ببعض ، لإضعاف الجميع وإسقاطهم سريعا وبأقل الخسائر ، وذلك عن طريق زرع الفتن والخلافات بين التيارات السلفية المتنوعة ؛ من أجل تصفية بعضهم بعضا ، ومن بقي حيا بعد هذه المواجهات ، فبلا ريب سوف يكون منهكا وفي غاية الضعف ، مما يسهل على العدو التخلص منه سريعا وبأقل الخسائر.

3 ـ استراتيجية "الاستعداء والتجريح والتلقيب بالقبيح" ، وذلك بزرع العداء بين "الدعوة السلفية" والمسلمين ، بحبك المؤامرات ، وافتعال المشاكل ، وتلقيب التيارات السلفية بألقاب شنيعة تنفر منها العامة كما درج على ذلك أهل الأهواء والنحل مع أهل السنة عبر العصور والأزمان.

4 ـ استراتيجية "تجفيف المنابع" ، وذلك باستهداف المشايخ والدعاة وطلبة العلم ، وبالتضييق على المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات الشرعية ، وحلقات القرآن ، وطباعته وطباعة الكتب الشرعية ، وتغيير المناهج الإسلامية ، وملاحقة الجمعيات الخيرية ، وتشجيع مظاهر الفسق والفجور والفساد والبدع وكل ما يدعو إلى انحراف الشباب وإفساد دينهم.

ولكل هذه التكتيكات والاستراتيجيات أدلة وبراهين جلية أعرضت عن ذكرها طلبا للاختصار .

وقد زعم الأمريكان وأذنابهم بأنهم قد نجحوا في القضاء على "السلفية الجهادية" ، وفي الحقيقة أنهم في وهم كبير ، ويخدعون العالم بهذه البهرجة الإعلامية ، فمن يرصد الأحداث والأوضاع في أفغانستان والعراق يدرك بداهة أن الحقيقة على العكس تماما ، فقد تنامت قوة "السلفية الجهادية" ، وكثر من يؤيدها ويناصرها بسبب الصلف والعجرفة الأمريكية .

ولا خلاف في أن "السلفية الجهادية" هي المقصودة تحديدا بشعار "مكافحة الإرهاب" الذي رفعه الصليبي الحقود "بوش" ، ولم يشهد تاريخ الأمم منذ خلق الله الأرض ومن عليها اتفاق أنظمة الحكم في كل مكان في العالم على اختلاف معتقداتها وأنظمتها السياسية على شيء كما اتفقوا على القضاء على "السلفية" بشكل عام ، و"الجهادية" بشكل خاص !! فهل سينجحون في ذلك ؟!.

الذي يترجح عندي عدم إمكان ذلك ؛ لأن وقود الجهاد هو الظلم والبغي والعدوان على أهل الإسلام ، واستبداد وفساد الأنظمة الحاكمة وركوعها وسجودها للصليبية الحاقدة والصهيونية الماكرة ، وهذا الظلم والجور يزداد يوما بعد يوم ، من أجل ذلك نتوقع تنامي قوة "السلفية الجهادية خاصة" وازدياد عدد مناصريها ومؤيديها كما سأبين ذلك بعد قليل ـ إن شاء الله ـ وكل امرئ سيرى وقعه .

رابعا ـ أمركة السلفية :

كما سبق وذكرت بأن المستهدف في هذه المرحلة على المكشوف هو "تيار السلفية الجهادية" ، ولعلم العدو الصليبي بقوة خصمه ، وشراسة مقاومته بدأ في تعبئة جميع من حوله من حلفاء ـ مسلمهم وكافرهم ـ عن طريق استراتيجية "الاستعداء والتجريح" ، فاستعدى شعوب العالم على "تيارات السلفية" عامة و"تيار السلفية الجهادية" خاصة ، وقد أشرت إلى بعض ذلك في مقالة :

تحـذيـر البشـريـة من دعـوة الوهـابـيـة !!

وطارت في الأفق الألقاب القبيحة التي ابتكرها أعداء الإسلام ، فكل قبيح ألصق بـ "تيار السلفية الجهادية" ، وكل شنيع أسند إليها ، ولقبت بألقاب دميمة من أجل عزلها كليا عن المتعاطفين معها ، فلقبوهم بـ "قتلة الأبرياء" ، و" سفاكي الدماء" ، و"دعاة الإرهاب" ، حتى آل الأمر بوصفهم بـ "تجار المخدرات والأفيون" ، و"مغتصبي النساء والأطفال" والله المستعان!!

ولإحكام الخناق على "السلفية الجهادية" تم إعداد سيناريو مرحلي خبيث يتضمن تلقيب (بعض) رموز "السلفية الحركية" بالاعتدال ، ويفسح لهم في القنوات والندوات بحيث يتم من خلال خطابهم (المعتدل) استقطاب جماهير "تيار السلفية الجهادية" وتحيدهم ، فتفقد "السلفية الجهادية" الدعم المادي والمعنوي فتعزل عن الجماهير ويسهل تصفيتها ، وبهذا يتم التخلص من الحلقة الأولى من "السلفية".

ثم يأتي في المرحلة الثانية تصفية "السلفية الحركية" ، وهذه المهمة سوف توكل مهمتها لزبانية الأنظمة يد "الصهيوصليبية" الباطشة في بلاد المسلمين ، فيتم ملاحقتهم وتصفيتهم إما بطريقة مكشوفة تحت مسمّى "مكافحة الإرهاب" ، وإما بالمؤامرات أو تلفيق الاتهامات ، على أن تتوحد جهود جميع الأنظمة على القضاء عليهم جملة واحدة. وفي هذه المرحلة سوف يكرر نفس السيناريو السابق الذي تم من خلاله تصفية "السلفية الجهادية" ، أي عن طريق استراتيجية الاستعداء والتجريح والتلقيب بالقبيح. فتنقلب الأمور حسب متطلبات المرحلة ، فلإحكام الخناق على "السلفية الحركية " يتم تلقيب بعض رموز "السلفية العلمية" بالاعتدال ، ويفسح لهم في القنوات والندوات بحيث يتم من خلال خطابهم (المعتدل) استقطاب جماهير "تيار السلفية الحركية" وتحيدهم ، فتفقد "السلفية الحركية" الدعم المادي والمعنوي ، فتعزل عن الجماهير ويسهل تصفيتها ، وبهذا يتم التخلص من الحلقة الثانية من "السلفية".

ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي التي أسميها بـ
"أمركة السلفية" ، وفي هذه المرحلة سوف يتم التركيز على تجفيف المنابع وتصفية "السلفية العلمية" نهائيا ؛ لأنها تعد عندهم هي المفرخة للسلفية الحركية والجهادية.

وسوف تتم "أمركة السلفية" بعدة طرق أبرزها :

1 ـ تفريخ سلفية منقحة ومصححة عن طريق رفع شعار "تصحيح بعض المفاهيم" ، و"تنقية السلفية مما لحق بها من رزية" !!.

تسند هذه المرحلة لبعض المشايخ الذين استحبوا الدنيا على الآخرة ، وتاجروا بدينهم من أجل عرض الدنيا ، فتوكل لهم مهمة صياغة جديدة لسلفية القرن الحادي والعشرين طبقا للمواصفات الأمريكية!!.

2 ـ إدخال بعض التعديلات على أصول الاعتقاد والثوابت الإيمانية في "الدعوة السلفية" كـ :

ـ إبطال عقيدة "الولاء والبراء" . وذلك باعتبار أن الأخوة الحقيقية هي أخوة البشرية والوطنية لا الأخوة الإيمانية والعقائدية .

ـ بث الشعارات اللادينية "العلمانية" كـ "الدين لله والوطن للجميع".

ـ التدليس على أهل الإيمان برفع شعار : "يجوز الاجتهاد في الأصول" ، و"الحكمة ومتطلبات المرحلة" ، وبطلان عقيدة "الفرقة الناجية والطائفة المنصورة" ، وإحياء مفهوم الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس ، وعدم مناسبة الجهاد القتالي مع معايير النظام الدولي الجديد وميثاق الأمم الكافرة "المتحدة" ، والجهاد بالطرق السلمية على الطريقة الرافضية…الخ.

3 ـ تضييق الخناق على دعاة السلفية الخالصة ، وتقليم أظافرهم ، وتكميم أفواههم ، وتشجيع المذاهب والتيارات المناوئة لها كالصوفية والروافض حتى الإلحاد والردة والكفر البواح ، والتركيز على شبهات أعداء السلفية وبثها ونشرها.

4 ـ حظر "العقيدة السلفية" تحت شعار "مكافحة الإرهاب والعنف" ومعاداة السامية كما أغلق مركز زيد للبحوث والدراسات باسم هذا الشعار، فلا تتعجب أذا أعلنت أمريكا بأن "هيئة كبار العلماء" في السعودية أو مصر أو أي بلد إسلامي منظمة إرهابية يجب حظرها ومصادرة أموالها وتقديمها للمحاكمة !!. فلا غرابة في ظل الغطرسة الأمريكية .

وإليك الخبر التالي الذي وجدته بعد كتابة هذه الأسطر ويؤكد ما ذهبت إليه :

أمريكا هددت بإدراج "الأزهر" في المنظمات الإرهابية

مفكرة الإسلام : ذكرت مصادر صحفية أنه لم تمض أيام معدودة على الفتوى التي أعدها الدكتور نبوي محمد العش عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والتي أفتي فيها بحرمة التعامل مع مجلس الحكم العراقي حتى التقى السفير الأمريكي بالقاهرة على عجل مع شيخ الأزهر يوم الأربعاء الماضي .

و قالت صحيفة الأسبوع المصرية : إنه فور صدور الفتوى بعثت واشنطن بمذكرة طرحت من خلالها عدة أسئلة على المسئولين المصريين:

أولها: هل تمثل فتوى لجنة الأزهر الرأي الرسمي لمؤسسة الأزهر الدينية؟

وثانيها: هل يمثل هذا الرأي وجهة نظر الحكومة المصرية؟

وطلبت المذكرة الأمريكية من الحكومة المصرية تقديم رد عاجل على أسئلتها، خاصة بعد القلق الشديد الذي أحدثته فتوى لجنة الأزهر لدى دوائر الخارجية الأمريكية، ومجلس الأمن القومي الأمريكي، حيث أبدت اهتماما شديدا بمحتواها، وما تضمنته من دعوات.

وكان السفير الصهيوني في واشنطن هو أول من أبلغ الخارجية الأمريكية بهذه الفتوى، حيث نبه وبشكل عاجل كلا من وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" ومستشارة الأمن القومي الأمريكي "كونداليزا رايس" بصدور رأي ديني قاطع من الأزهر الشريف، يعتبر أن مجلس الحكم العراقي فاقد للشرعية الدينية والدنيوية.

وفي نهاية الأمر سوف تقول "السلفية العلمية" : أُكلتُ يوم أكلت الصليبيةُ "السلفيةَ الجهادية والسلفية الحركية" ((
فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ )) (صّ:3) .

فأعداء الله من الصهاينة والصليبية والمنافقين لن يرضوا إلا برأس "الدعوة السلفية" ، ونحر أتباعها عن بكرة أبيهم. فالمؤامرة كبيرة جدا أيها الأحبة ، والخطر أدهى وأمر ، وهي لا تختص ببلد دون بلد ، أو مكان دون مكان ، أو جنس دون الجنس ، فالجميع رأسه مطلوب للعم سام مادام يحمل بين جنبيه عقيدة السلف الصالح ، وفي الاعتبار غنى عن الاختبار ، فالدم الدم ، والهدم الهدم.

فيا أيها الأحبة من الدعاة والمشايخ وطلاب العلم وعموم الملتزمين بمنهج السلف الصالح ، ليس المستهدف أسامة بن لادن ومن معه من المجاهدين ، وإنما المستهدف "العقيدة السلفية" بحد ذاتها متى وجدت من "مراكش" إلى "جاكرتا" ؛ لأنها عقيدة الخوارج على ولي أمر سكان العالم "العم سام" ، وما الهجمة الشرسة والهمجية على "الدعوة السلفية" من أعداء الله من خفافيش الصهاينة ، ودبابير الصليبية ، وجرذان الرافضة ، وكلاب العلمانية إلا إرهاصات الإبادة والمجزرة الجماعية لجميع السلفيين وإنّ غدا لناظره قريب!! .

ومن لم يقف على ذلك ، فعليه مراجعة الرابط التالي :

تحـذيـر البشـريـة من دعـوة الوهـابـيـة !!

ومن ظن أنه في مأمن وسلامة من هذه الفتن التي ستعصف بالمنطقة والعالم الإسلامي كله ، فللأسف هو مخدوع ، وأنصحه بمراجعة الرابط التالي:

أجنحة المكر الثلاثة (الصهيوصليبشعية) رؤية تحليلية

فيجب أيها الأحبة التكاتف والاتحاد أمام هذه العاصفة الحصباء ، ، فعلينا أخذ الأمور بقوابلها ، فالعاقل من يرى مقرّ سهمه من رميته .

وأذكر نفسي وإياكم بأن البلاء سنة ربانية يميز الله بها عباده ((
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )) (محمد:31) .

كما أذكر بأن الصبر مع التقوى لا يضر معه كيد الأعداء أبدا كما قال سبحانه : ((
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ))  (آل عمران:120) .

ونُذكّر أيضا بأن ما يحدث على الساحة ما هي إلا إرهاصات لقيام الساعة ، ((
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ )) (القمر:1) . فـ "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع المطر يفر بدينه من الفتن" رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري .

فرأس مال المسلم دينه وعقيدته ، وفيه عصمته ونجاته ، وسعادة دنياه وآخرته . نسأل الله تعالى أن لا يجعل مصيبتنا في ديننا .

فما يدعوننا إليه الأمريكان وأذنابهم من شياطين الإنس والجن هو ما حذرنا منه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
"لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان" رواه أبو داود وغيره من حديث ثوبان وأصله في مسلم . فالمؤامرة ظاهرة للعيان بأن هؤلاء الأمريكان لن تطيب أنفسهم حتى يقروا أعينهم بإلحاق السلفية بقبائل المشركين .

وأخيرا أذكر الجميع بـ
"الفتنة الدهيماء ، التي لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل : انقضت ، تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، فإذا كان ذلكم ، فانتظروا الدجال من يومه أو من غد" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما بإسناد صحيح .

فمن أراد النجاة ، فعليه الاعتصام بالكتاب والسنة الصحيحة ، والتمسك بالعقيدة السلفية الخالصة ، والسير على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، فلزم دربهم ، وسار على منهجهم ، والاحتراس من الطابور الخامس من المنافقين وأهل الأهواء والبدع ((
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )) (المنافقون:8) .

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، وعجل بنصرك المبين يا رب العالمين .

اللهم أشعل الأرض نارا من تحت أقدام الصهاينة الماكرين ، والصليبيين الحاقدين ، والعملاء الخائنين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.